فعلاً نعيش في مصر الجديدة التي كان يحلم بها المصريون، فبعد ثورة الثلاثين من يونيه عام 2013، تغيرت ملامح البلاد تماماً، وبعد حالة السقوط المروع التي شهدتها مصر خلال عام كامل، في كل شيء سواء داخلياً أو خارجياً تغيرت الملامح وتبدل الحال.. لقد تقوقعت مصر لمدة عامل كامل داخل نفسها، ولم يكن لها أي شيء من الوجود علي كافة الأصعدة والمستويات.. وساءت حالة البلاد والعباد، وحاصرت المشاكل المصريين من كل جانب وحدب وصوب.
في الملف الأمني مثلاً لم يكن المواطن خلال حكم الجماعة آمناً علي نفسه وبيته وأسرته، بل كان يواجه الأمرين، وانتشرت الفتنة والفوضي بين أفراد المجتمع بشكل يرثي له وكثرت عمليات السرقة والنهب والقتل والترويع لكل خلق الله علي اختلاف مستوياتهم وفئاتهم، وتعطلت الكثير من مصالح الناس بشكل لافت للأنظار.. وبعد أربعة أعوام علي الثورة المباركة تبدلت الحال إلي الأفضل والأحسن.
صحيح أن الجماعة الإرهابية وأنصارها وأشياعها من المتطرفين يتربصون بالمجتمع المصري ويحاولون تعطيل مسيرة البلاد نحو بناء الدولة الجديدة، إلا أن أهم مظهر من مظاهر تحقيق أهداف ثورة 30 يونيه كان هو تحقيق الأمن الحقيقي لكافة المواطنين والقضاء علي الفوضي العارمة التي سادت البلاد لفترة طويلة من الزمن.. وأهم ركن من أركان الدولة القائمة عليه هو تحقيق الأمن الكامل، وهو ما يلمسه الناس حالياً، فلم يعد للفوضي وجود كما كان سائداً، وعادت إلي المواطن الطمأنينة علي نفسه وعمله وبيته.
الملف الأمني كان أكبر التحديات التي تقوم بها ثورة 30 يونيه، والآن لا ينكر ذلك سوي كل جاحد أو أعمي. وصار الاطمئنان النفسي هو السمة الحالية لدي الجميع رغم الحرب الشعواء الدائرة ضد التكفيريين والإرهابيين الذين يريدون تعطيل بناء مسيرة الدولة الجديدة.
لقد حققت القوات المسلحة الباسلة والشرطة المدنية حلم الشعب المصري في عودة الأمان إلي نفوس المواطنين والشارع المصري، تحت قيادة رشيدة واعية تؤسس لبناء الدولة الحديثة علي كافة المستويات.. ولذلك كان الملف الأمني أبرز هذه التحديات.. لأنه بدون تحقيق الأمن الكامل لا يمكن أن تتحقق الأهداف الأخري والتي سنتحدث عنها تباعاً لكشف الأدوار الأخري بعد ثورة 30 يونيه.
وللحديث بقية
سكرتير عام حزب الوفد