الوفد
محمود غلاب
ستاد القاهرة
لا يمكن أن نطلق علي الشباب الذين أثاروا الشغب، وأساءوا الأدب، داخل ستاد القاهرة، أثناء مباراة الأهلي ومونانا الجابوني في دوري الأبطال الافريقي، بأنهم جمهور كرة القدم الذين يذهبون الي الاستاد وراء فريقهم لمشاهدة المباريات للمتعة، والتشجيع المثالي، والوصف الذي يستحقه هؤلاء الشباب الذين حطموا مقاعد الاستاد وكاميرات المراقبة والشاشات وهتفوا ضد الدولة أثناء المباراة هو أنهم بلطجية، إما ضيقو الأفق غير مدركين لما يحدث حولهم، أو مزقوقين من جماعات الشر التي تحاول زعزعة الأمن والاستقرار، وجعل الشباب في حالة صراع مستمر مع أجهزة الدولة.
الكشف عن هوية «شوية العيال» الذين خرجوا علي القانون واعتدوا علي منشأة عامة وحاولوا إحداث فتنة داخل أكبر صرح رياضي في المنطقة العربية مسئولية الأمن والنيابة العامة، وأعتقد أنهم ليسوا من جمهور الأهلي، ولا علاقة لهم بالنادي العريق صاحب المبادئ والخلق الرياضية ، الجمهور الواعي الذي يقف وراء فريقه، ويشجعه من أجل الفوز، وتحقيق البطولات، لا يمكن أن يرتكب هذه الحماقات التي حدثت في نهاية مباراة الأهلي ومونانا، رغم أن فريق الأهلي كانا متفوقاً علي الفريق المنافس بأربعة أهداف مقابل لا شيء، كان من المفترض لو كان هؤلاء البلطجية من مشجعي النادي الأهلي أن تعلوا أصواتهم بالتشجيع، والهتاف للاعبين وللنادي الكبير بدلاً من استغلال المباراة في الهتاف ضد الدولة، وتخريب المقاعد ومحاولة افتعال أزمة داخل الاستاد كان من الممكن أن تؤدي الي سقوط ضحايا كما حدث في ستاد بورسعيد وستاد الدفاع الجوى.
النادي الأهلي بريء من هذه التصرفات الشاذة التي خرجت من قلة موتورة تنسب اليه، لكنه يتحمل مسئولية دخول هؤلاء الشباب إلي الاستاد بتذاكر تم توزيعها عن طريق النادي الأهلي، كما أدت أفعال هؤلاء الي تحمل النادي الأهلي تكلفة التلفيات التي حدثت بالاستاد، واحتمال نقل مبارياته الإفريقية خارج استاد القاهرة الذي يبدع لاعبوه عليه. نعلم أن مباراة الأهلي ومونانا كانت ستقام علي استاد آخر ووافقت وزارة الداخلية علي طلب النادي الأهلي بإقامتها علي ستاد القاهرة القريب من جماهيره رغم الأعباء التي تحملها الأمن في هذا اليوم من تأمين زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وافتتاح بطولة افريقيا للسيدات التي نظمها النادي الأهلي في نفس اليوم.
جماهير كرة القدم متعطشة لمشاهدة المباريات لتشجيع فرقها، وجود الجماهير في المدرجات عامل محفز للاعبين علي إخراج كل ما عندهم من فنون لإمتاع الجمهور وإحراز الأهداف، وكان الأمن هو المتهم بحرمان الجمهور من العودة الي المدرجات، وتم الاتفاق علي عودة الجمهور مع بداية استئناف مسابقة الكأس خلال الفترة القادمة، وتبين أن المشكلة في الجمهور وليس في الأمن بسبب الأحداث المؤسفة التي يرتكبها بعض الخارجين علي القانون. المطلوب من وزارة الداخلية أن تنفذ وعدها بعودة الجمهور، لا يجب أن يتسبب «شوية عيال» في حرمان الآلاف من متعة مشاهدة مباريات كرة القدم، وما حدث من هؤلاء الموتورين يجب أن يكون تحت طائلة القانون، هؤلاء لا قيمة لهم وسط الملايين من شباب مصر الواعي الذي يؤمن بالإنجازات التي تحققت علي أرض بلده في كافة المجالات ويحميه ويقدر الظروف التي تحيط به.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف