الأخبار
سامى عبد العزيز
رأي - في الأقصر شوفت بعيني

وجوه علماء مصريين تفخر بهم.. مصر بحق في قلوبهم.. لديهم الرغبة في خدمة بلدهم.. حلول عملية عالمية ولكنهم يدركون خصوصية مصر.. قدموا تجارب وجدت ترحيبا من البلاد التي يعيشون فيها سواء كانت أمريكية أو عربية أو أوروبية.. ساندوهم فحققوا قفزات في مجالات مشروعاتهم وكان اختيارا موفقا لمؤتمر مصر تستطيع الثالث أن يجعل قضايا المياه والطاقة بكل أنواعها هي محور جلساته ومناقشاته.
نعم فمصر لديها مشكلات تتعلق بالأمن المائي وما يرتبط به من هدر واساءة استخدام، وكذلك الاستثمار الأمثل لمواردها الطبيعية، وفي مقدمتها المياه والشمس. اتسمت الحوارات والعروض من جانب علماء الخارج والداخل بالموضوعية والجدية والرغبة الصادقة في الاستفادة خاصة وأنها لم تكن حلولا خيالية أو وهمية. وطوال الجلسات وأنا منبهر وفي ذات الوقت التساؤلات بداخلي تتزايد.. هل بانتهاء المؤتمر ستوضع هذه الملفات والعروض والحلول في الادراج؟ هل لدينا فريق عمل يتفرغ لاعادة صياغة هذه العروض وما لها من حلول ويرتب أولوياتها من حيث مدي عمليتها وسرعة تنفيذها؟ هل يتم عمل مجموعات متخصصة كل في مجاله للتعديل والتطوير، ومن ثم تدبير وتوفير متطلبات التنفيذ في أسرع وقت ووفق جدول زمني؟ هل تخصص الدولة ميزانية لتحمل تكلفة تعدد زيارات هؤلاء العلماء خاصة أنني عرفت أنهم جميعا جاءوا إلي المؤتمر علي نفقتهم الخاصة؟ هل لو أن الوزراء المختصين مشغولون سيفرغون مكتب فني غير بيروقراطي يتابع تطورات الأخذ بالأسباب للتنفيذ بدلا من التسويف قائلين يا سيدي دي عالم رايقة ما يعرفوش مصر؟ وكان السؤال الكبير والذي أعلنته بصوت عال في حضور السادة الوزراء والمسئولين وهو أين المواطن المصري من المشكلات والقضايا والحلول العملية التي تم تقديمها؟ هل هناك من سوف يتولي هضم هذا الكم ويبسطه ويشرحه للمواطنين ليس بمجرد حملة موسمية كرد فعل وإنما كخطة تسويقية اتصالية متكاملة متواصلة خاصة أنك تريد أن تنقل معرفة، وتحرك مشاعر، وتغير مفاهيم وثقافة، ومن ثم تعدل سلوكيات وهي أمور تحتاج إلي تركيز واتساق واستمرارية ونفس طويل؟!
نعم أجاب السيد وزير الري وكان جادا وصادقا ومنصتا جيدا ولكني أقول أن مثل هذه القضايا وتسويقها ليس قاصرا علي وزارة الري أو الزراعة أو التربية والتعليم وإنما هي قضية مجتمع بأكمله بكل مؤسساته بشرط الصدق والجدية والمشاركة الحقيقية وليس اعتبارها مشاركة مظهرية أو مجاملة وزارية.
لقد قلت أننا شعب رمضاني .. الدراما كلها في رمضان.. الحملات كلها في رمضان.. بينما هذه القضية لا يحدها إطار زمني فهي تحتاج إلي منطق الزن والزن والزن.. وهو ما لم ندركه كثيرا علي ما أظن..
لقد رأيت الوزيرة النشطة الطبيعية السفيرة نبيلة مكرم التي لا تفارق الابتسامة وجهها المصري الطيب والصادق ومعها خلية نحل تخرج عسلا علميا وعمليا بكل الجدية. وفقها الله لخدمة بلدها.. وأتمني أن تساعدها مؤسسات بلدها وفي مقدمتها الإعلام الذي اتمني أن أسمع أن بعضهم طلب الملفات التي تم عرضها وذاكرها وهضمها وأتي بمن يشرحونها ببساطة لكل مصري.. هنا سأقول نعم »مصر تستطيع»‬.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف