مرت امس ذكري مرور 99 عاما علي قيام ثورة 1919. . أول ثورة شعبية في أفريقيا والشرق الاوسط. كانت سلسلة من الاحتجاجات الشعبية علي السياسة البريطانية في مصر بعد الحرب العالمية الاولي بقيادة سعد زغلول، ومجموعة كبيرة من السياسيين.
اندلعت الثورة نتيجة لتذمر الشعب المصري من تغلغل الاحتلال الانجليزي في شئون البلاد، وبسبب الغاء الدستور. تصدت القوات البريطانية للمتظاهرين بإطلاق الرصاص، مما أدي إلي سقوط قتلي وجرحي. واستمرت احداث الثورة من شهرمارس حتي اغسطس. لم تنقطع وقائعها السياسية حتي عام 1922 ، لكن نتائجها الحقيقية بدأت تظهر بإعلان الدستور وتشكيل البرلمان عام 1923.
وحَّدت الثورة بين الاقباط والمسلمين وقضت علي التعصب والطائفية، ودعت لالغاء السخرة وأعادت للفلاح اعتباره عندما أعلن سعد زغلول قائد الثورة أنه يفخر أن جميع أفراد أسرته يرتدون الجلابيب الزرقاء.
في نفس يوم الثورة كان يجتمع مجلس الوزراء البريطاني ليبحث ضم مصر إلي الامبراطورية البريطانية، وأدهشهم اندلاع الثورة في جميع مدن مصر وقُراها في نفس الوقت حتي إنهم تصوروا ان الألمان دبروها والروس نظموها، لكنهم اكتشفوا أنها ثورة شعبية مصرية مائة في المائة.
ما حدث في مصر من احتجاجات شعبية علي مدي قرن من الزمان، كان دائما سلميا غير عنيف وغير دموي. صحيح هناك شهداء ضحوا بأنفسهم من أجل وطنهم، ولكن الغالب علي ثورات مصر منذ ثورة 19 سمة الاعتدال والوسطية.. هو ما يؤكد عمق حضارة شعبها ورقي أخلاقه.