المصرى اليوم
مصطفى عبد اللة
تاريخ المونديال من أوروجواى إلى روسيا (14/20)
ودارت الأيام ومرت 16 سنة كاملة لتعود المكسيك بالصدفة وللمرة الثانية لاستضافة نهائيات كأس العالم بعد اعتذار كولومبيا، التى كان الفيفا قد اختارها سنة 1983 لاستضافة نفس المونديال، ومازالت علامات الاستفهام تحيط وحتى الآن حول الأسباب وراء تصميم الفيفا على قبول المكسيك، على الرغم من حاله الإفلاس التى كانت تمر بها حين ذاك وتفضيلها على طلبات البرازيل وكندا والولايات المتحدة، مما دعا بعض الخبثاء لفك رموز السر بأن السبب يعود إلى الرئيس هافيلانج لتحقيق عدة أغراض شخصية ومادية تجارية فى مقدمتها صداقته المتينة مع كل من إميليو ازاكارجا وجوليرمو كانيدو، اللذين يملكان شبكة «تليفيزا»، التى وقع اختيار الفيفا عليها لنقل لقاءات النهائيات عن طريق مساعى كانيدو، الذى كان يشغل وقتها منصب نائب رئيس الفيفا! من ناحية أخرى وقع زلزال عنيف هز أرض المكسيك بعنف قبل بداية المونديال بثمانية أشهر وأسفر عن وفاه أكثر من 25 قتيلا وضعفهم مصابون، إلا أنه ولحسن الحظ لم يمس أيا من الاستادات التى استضافت النهائيات.

هذا وقد شارك 119 منتخبا فى التصفيات من ضمن 158 دولة أعضاء الفيفا الذى أدخل تعديلا جديدا بزيادة فرق النهائيات من 16 إلى 24 منتخبا وتوزيعها على 6 مجموعات مع السماح لأحسن ثالث فى المجموعات لتوزيعها على المجموعات الست، ليبدأ الدور الأول الذى أقيم بنظام خروج المغلوب مع الإبقاء على نظام الوقت الإضافى والاحتكام إلى ضربات الترجيح، وتحسبا لأى تربيطات أو تواطؤ قرر الفيفا إقامة كل لقاءات المجموعات فى الدور الأول فى وقت واحد تحسبا لأى تربيطات كما حدث من قبل فى كل من نهائيات مونديال الأرجنتين مع الاتفاق مع بيرو على إبعاد البرازيل عن النهائى فى مونديال إسبانيا عندما حدث تواطؤ بين ألمانيا الغربية والنمسا لاستبعاد الجزائر من الوصول إلى الدور الثانى وهو النظام الذى تم تطبيقه على مونديال إيطاليا 1990 والولايات المتحدة 1994.

ثم نأتى إلى التصفيات الأفريقية التى شهدت اجتياز المنتخب المصرى الدور الأول بالفوز على زيمبابوى بهدف يتيم فى القاهرة والتعادل السلبى فى العودة ثم اجتاز الدور الثانى بالفوز على مدغشقر 1/صفر فى القاهرة وفى العودة 4/2 بضربات الترجيح بعد نهاية الوقت الأصلى بفوز مدغشقر 1/ صفر ثم خرج المنتخب المصرى من الدور الثالث بالتعادل السلبى مع المغرب فى القاهرة والخسارة 0/2 فى كازابلانكا، الذى شهد إهدار جمال عبدالحميد ضربة جزاء عندما كانت النتيجة التعادل السلبى، بالإضافة إلى تأهل العراق لأول مرة من آسيا، وعلى العكس نجح منتخبا المغرب والجزائر فى التأهل إلى النهائيات ليكتمل عدد الفرق المتأهلة إلى 24 فريقا، من بينها 13 من أوروبا وأربعة من أمريكا الجنوبية واثنين لكل من أفريقيا وآسيا ومنتخب واحد من وسط وشمال أمريكا، بالإضافة للمكسيك الدولة المضيفة، وإيطاليا حامل اللقب، وحل يوم 31 من مايو وأقيمت مباراة الافتتاح على استاد «أزتيكا» بالعاصمة نيو مكسيكو وانتهت بالتعادل 1/1 بين إيطاليا وبلغاريا ضمن مباريات المجموعة الأولى، واستمرت العروض الإيطالية المتواضعة بالفوز بالعافية على كوريا الجنوبية 3/2 والتعادل 1/1 مع الأرجنتين الذى تصدر فرق المجموعة بعد الفوز على كل من كوريا الجنوبية 3/ صفر وبلغاريا 3/1 الذى تأهلت كأحسن ثالث.

بينما تصدرت المكسيك المجموعة الثانية بعد الفوز على بلجيكا 2/1 والعراق 1/صفر والتعادل 2/2 مع باراجواى التى احتلت المركز الثانى بعد الفوز على العراق بهدف يتيم، بينما تأهلت بلجيكا كأحسن ثالث، أما الاتحاد السوفيتى فتصدر المجموعة الثالثة بنسبة الأهداف بعد الفوز على المجر 6/صفر وكندا 2/صفر والتعادل 1/1 مع فرنسا التى تأهلت بالفوز على كندا بهدف يتيم و3/صفر على المجر التى تأهلت كأحسن ثالث، أما المجموعة الرابعة فقد تصدرتها البرازيل بالفوز على كل من الجزائر 1/صفر وأيرلندا الشمالية 3/صفر وبهدف يتيم على إسبانيا وعلى الجزائر 3/صفر و2/1 على أيرلندا الشمالية التى تأهلت كأحسن ثالث، بينما احتلت الدنمارك صدارة المجموعة الخامسة بعد أن حققت ثلاثة انتصارات متتالية على كل من اسكتلندا بهدف يتيم وسحقت أوروجواى 6/1 وبهدفين للاشىء على ألمانيا الغربية التى احتلت المركز الثانى بالفوز على اسكتلندا 2/1 والتعادل السلبى مع أوروجواى التى تأهلت كأحسن ثالث، أما المجموعة السادسة والأخيرة فقد تصدرتها المغرب بعد التعادل السلبى مع كل من بولندا وإنجلترا والفوز على البرتغال 3/1 بينما حلت إنجلترا فى المركز الثانى وبولندا فى الثالث.

أما مباريات دور الستة عشر وخروج المهزوم بفوز كل من المكسيك على بلغاريا 2/صفر وبلجيكا على الاتحاد السوفييتى 4/3 فى الوقت الإضافى والبرازيل على بولندا 4/صفر والأرجنتين على أوروجواى 1/صفر وفرنسا على إيطاليا 2/صفر وألمانيا على المغرب بهدف يتيم وإنجلترا على باراجواى 3/صفر وأخيرا فرنسا على الدنمارك 5/1، لتبدأ بعدها صراعات دور الثمانية والتى انتهت ثلاث منها بضربات الجزاء الترجيحية ففازت فرنسا على البرازيل 4/3 وألمانيا على المكسيك 4/1 وبلجيكا على إسبانيا 5/4 بينما فازت الأرجنتين على إنجلترا 2/1 فى الوقت الأصلى والتى شهدت تسجيل العظيم مارادونا الهدف الأول بلمسة يد واضحة لم يحتسبها الحكم التونسى على بن ناصر، وفى الدور قبل النهائى فازت ألمانيا الغربية على فرنسا 3/صفر والأرجنتين على بلجيكا 2/صفر بينما أسفرت مباراة تحديد المركز الثالث عن فوز فرنسا على بلجيكا 4/2 فى الوقت الإضافى.

وفى 29 من يونيو 1986 أقيمت المباراة النهائية أمام نحو 115 ألف متفرج نجحت الارجنتبن فى خطف الكأس بفضل تألق نجمها مارادونا الذى قاد بلاده لنيل الكأس الثانى بالفوز على ألمانيا الغربية سجلها ثلاثى التانجو براون فى الدقيقة 20 وفالدانو (55) ثم تعادلت ألمانيا بهدفين لكل من رومينيجه فى الدقيقه 73 وبعد سبع دقائق نجح بوروتشاجا فى تحقيق هدف الفوز من تمريرة للمعلم مارادونا قبل نهاية اللقاء بتسع دقائق.

وقد فاز الإنجليزى جارى لينيكر بلقب هداف المونديال برصيد 6 أهداف يليه الثلاثى بوتراجينيو ومارادونا من الأرجنتين وكاريكا البرازيلى بفارق هدف واحد بينما اقتسم الثنائى مارادونا وميشيل بلاتينى بجائزة نجم المونديال.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف