الحملات الممنهجة التي تشن حاليا ضد مصر تحت مسمي انتهاك حقوق الانسان ليست الاولي ولن تكون الاخيرة..وتأتي هذه المرة قبل اسبوع من انطلاق الانتخابات الرئاسية باقتراع المصريين في الخارج..بهدف الاساءة لهذه الانتخابات ووصفها بـ "التمثيلية" وذلك بعد النجاح الكبير الذي حققته الدولة المصرية في ضرب المؤامرة علي المنطقة العربية واستعادتها لمكانتها في الشرق الاوسط وفي العالم كله
يمكن القول بوجود مواسم لاثارة ملف حقوق الانسان في مصر بعضها يرتبط بزيارات الرئيس السيسي إلي اوروبا او امريكا وبعضها يرتبط بتجديد الكونجرس الامريكي للمساعدات العسكرية والاقتصادية التي تقدم سنويا لمصر وبعضها يرتبط باحداث تقع في مصر.
وجاءت زيارة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان لمصر في الاسبوع الماضي لتثير المخاوف لدي اعداء مصر في الداخل والخارج بعدما اكد ولي العهد حرص بلاده علي دعم العلاقات مع مصر واقامة استثمارات كبري بها وخاصة في سيناء بما يدعم الدولة المصرية ويزيد اقتصادها قوة ويعود بالخير علي الشعب المصري.
ثم جاء الموقف المصري القوي والحاكم والرافض لما يطلق عليه صفقة القرن لاحلال السلام في الشرق الاوسط وهي الصفقة التي تستهدف اقتطاع جزء من سيناء المصرية لاعطائها الفلسطنيين بدلا من القدس!!
فوجئنا بعدد من اعضاء البرلمان البريطاني يطلب بمنتهي الوقاحة السماح لهم بمقابلة الرئيس المعزول محمد مرسي في سجنه والتأكد من انه ينعم بصحة جيدة!! بعدها جاءت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية لتعرب عن قلقها من تردي حقوق الانسان في مصر..ثم يخرج علينا زيد بن رعد بن الحسين المفوض السامي للامم المتحدة لحقوق الانسان ليزعم ان غياب المنافسين وانسحابهم من المعركة الانتخابية كان نتيجة "ضغوط" مشيرا إلي تقارير "مزعومة" وصلت إلي مكتبه!! عن استهداف مستمر لناشطي المجتمع المدني وداعمي جماعة الاخوان الارهابية!!
هذه الحملات الممنهجة ليست الأولي -كما قلت- ولن تكون الاخيرة..وقد بدأت في أعقاب ثورة 30 يونيو المجيدة عام 2013 عندما خرج اكثر من 30 مليون مصري إلي الشوارع والميادين يطالبون باسقاط حكم جماعة الاخوان الارهابية بعد ان وصلت بالبلاد إلي أسوأ أحوالها طوال تاريخها الحديث ونجح الشعب مع قواته المسلحة في اسقاط هذه الجماعة الارهابية.. وليبدأ بعد ذلك -في ظل اوضاع اقتصادية صعبة- إعادة بناء مصر الجديدة علي اسس حضارية حديثة تحت قيادة البطل عبد الفتاح السيسي.. وهو ما اثار غضب وجنون اعتداء مصر في الداخل والخارج وشنوا الحملات وراء الحملات بدعوي انتهاك حقوق الانسان واعتراء الدولة المصرية علي الحريات والاخفاء القسري للمعارضين وهو ما ثبت كذبه بالوثائق والمستندات الدامغة.
هذه الدولة والحكومات لا يهمها حقوق الانسان ولا الحريات ولا الديمقراطية..وانظروا إلي ما فعلوه في العراق عندما اكدوا ان هذه الدولة العربية تمتلك اسلحة دمار شامل وشنوا عليها حربا مدمرة قتلوا خلالها اكثر من مليون عراقي معظمهم من الاطفال والنساء ونكلوا بالمواطنين العراقيين الذين تصدوا لهذا العدوان وعذبوهم في سجن "أبو غريب" وغيره من السجون العراقية في فضيحة مدوية لن ينساها التاريخ ابدا..وفي النهاية اعلنوا عدم وجود اسلحة دمار في العراق!! ثم يحدثون عن حقوق الانسان!!
تسببوا في تدمير ليبيا وتحالفوا لقتل الرئيس الراحل معمر القذافي..وظلوا يضربون ليبيا بالطائرات والصواريخ اسابيع طويلة بدعوي تخليصها من الديكتاتور واقامة دولة ديمقراطية ينعم فيها الليبيون بالحرية والرخاء وبعد ان قاموا بجريمتهم تركوا الشعب الليبي يواجه المليشيات المسلحة التي قدموا لها السلاح لتنتشر الفوضي والخراب في ارجاء الدولة الليبية.. ومازالت الحرب مستمرة حتي الآن رغم مرور اكثر من 7سنوات علي المؤامرة.
ثم يتحدثون عن حقوق الانسان!!
قتلوا مئات الآلاف في أفغانستان بدعوي القضاء علي الارهاب واقامة دولة ديمقراطية.. وبعد مرور أكثر من 17 عاماً علي الحرب ضد افغانستان مازالت الحرب مستمرة في هذا البلد المسلم ومازال الارهاب مستمرا ومازال الابرياء يتساقطون كل يوم نتيجة العمليات الارهابية المستمرة ثم يتحدثون عن حقوق الانسان في مصر!!
هؤلاء المجرمون لايهمهم لا حقوق الانسان ولا الحريات ولا الديمقراطية.. هدفهم تدمير المنطقة العربية لاعاد تقسيمها من جديد طبقا للمخطط الصهيو-امريكي المعروف للجميع.
مواجهة هذا المخطط الجهنمي يكون بالتفاف طوائف وفئات الشعب المختلفة حول قيادته التي جاءت بامر الشعب وعرضت حياتها للخطر من اجل انقاذ هذا الوطن وتبذل كل الجهود باسرع ما يمكن لتجاوز هذه المحنة والازمة الاقتصادية لتخفيف مستوي معيشة افضل للشعب.
علينا جميعا ان ننزل إلي صناديق الانتخاب ايام 26 و27 و28 مارس الحالي لنختار رئيسنا بمنتهي الحرية..حتي نستكمل مسيرة الانجازات التي نخفف خلال السنوات الاربع الماضية..وهي الانجازات التي أثارت حنق وغضب وجنون اعداء مصر في الداخل والخارج.
نعم..الرد علي هذه الحملات الممنهجة للاساءة إلي مصر مهم وضروري..والمطلوب مخاطبة الداخل والخارج وتقديم الأدلة الدامغة التي تكذب ما جاء فيه..وترد علي كل الملاحظات التي تثيرها بعض المنظمات المشبوهة حول مناخ الحرية وحقوق الإنسان.
حفظ الله مصر وشعبها وقيادتها من كل سوء.