جلاء جاب اللة
الحرب الشاملة وحقوق الإنسان
ونحن نخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب لا ندافع بها عن أنفسنا فقط.. بل نحمي بها العالم والإنسانية من إرهاب أسود لا يعرف ديناً ولا يعرف للإنسانية معني أو هدفا.. ونحن نخوض هذه الحرب الشريفة يخرج علينا بعض من يتحدثون عن حقوق الإنسان ولا يتحدثون عن حق الإنسان المصري في أن يعيش بدون عنف أو إرهاب وحق في أن يعيش حياته بدون تأثير سلبي لهذا الإرهاب الأسود علي حياته ومعيشته وتنميته ومستوي المعيشة والصحة والتعليم وكل احتياجاته الأساسية.
يتحدثون باسم جماعات إرهابية أو جماعات ضغط صهيونية لا تريد لنا الخير ولا تساهم في صناعة الخير أساساً لأن هدفهم هو إسقاط مصر الدولة.. مصر الحضارة.. مصر الإنسانية!!
في قراءة سريعة للبيانات العسكرية الأخيرة وتحديداً البيانات التاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر فقط.. أي أربعة بيانات فقط كانت الحصيلة كما يلي:
أولاً: القضاء علي 750 هدفاً منها 171 هدفاً دمرتها القوات الجوية و579 هدفاً بالمدفعية نعم 750 هدفاً في أربعة أيام!!
وقد كشف المتحدث العسكري في مؤتمره الصحفي بشكل محدد نتائج العملية حتي أمس الأول وهي تدمير الأماكن والبؤر الإرهابية والقضاء علي 105 أفراد تكفيريين والقبض علي 2829 والإفراج عن بعضهم بعد اتخاذ الإجراءات القانونية.. وتدمير 1907 أوكار ومخزن للعناصر الإرهابية تستخدمها للاختباء والتخزين وتصنيع العبوات الناسفة.
وكذلك تدمير مركزين للإعلام ومركزين للإرسال وتدمير 471 عبوة ناسفة وكميات كبيرة من مادة C4 ومادة TNT والأسلحة والذخائر وتدمير 157 عربة و387 دراجة نارية و41 عربة دفع رباعي محملة بالأسلحة والذخائر وتدمير 5 فتحات نفق بخلاف تدمير زراعات البانجو وأطنان المواد المخدرة وملايين الأقراص المخدرة بخلاف المجرمين الفارين والهاربين من العدالة ومن يحاول مخالفة القانون سواء بالهجرة غير الشرعية أو المخالفات الأخري.
هذه الأرقام لا أذكرها لأكرر ما قاله المتحدث العسكري بل لنتحاور ونتناقش.. هل هذه مجرد جماعات إرهابية.. أم مخابرات دولية تدعمهم وتساندهم؟
هل هذه الكميات من الذخائر وهؤلاء التكفيريون وحدهم هم الذين يحاربون مصر ويرهبون أبناءها؟ أي جماعات تلك تملك هذه القوة التي تم ضبطها حتي الآن؟ وما خفي كان أعظم!!
أي جماعات متطرفة تلك التي تعمل بتكنولوجيا متطورة ويكون لها مراكز إعلامية متطورة ومراكز إرسال وإذاعة تكنولوجية؟ أي جماعة تلك التي تملك مخازن للأدوية والشئون الإدارية والسلاح والذخيرة وتصنيع الأسلحة والمفرقعات؟
إننا لا نحارب عدداً من التكفيريين الذين فهموا الإسلام بالخطأ.. بل نحارب مؤامرة دولية صهيونية استخدموا هؤلاء من ضمن العناصر المباشرة لتحقيق أهدافهم!!
لا يستطيع أحد أن ينكر أن هناك فكراً متطرفاً وعقولاً خربة تم التغرير بها.. فهذه بدايات التطرف والإرهاب.. وحدث ذلك منذ عهد الفتنة الكبري في عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه.. ولكن الفتنة الآن مختلفة لأن هناك قوي دولية تحاول أن تنفذ أجندة صهيونية في المنطقة ثم الإعلان عنها منذ سنوات تحت مسميات كثيرة أهمها الشرق الأوسط الجديد.. وفي كل يوم نكتشف الجديد في تنفيذ هذه الخطة.
المتحدث العسكري في مؤتمره الصحفي كان حريصاً علي أن يبرز حفاظ قواتنا المسلحة في حربها الشريفة ضد الإرهاب الأسود علي قواعد وضوابط ومعايير حقوق الإنسان وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين من أبناء شعبنا العظيم في كافة المناطق التي تشهد عمليات مداهمات أمنية والالتزام الدقيق بقواعد الاشتباك المعمول بها دولياً مع استمرار قواتنا المسلحة في توفير الحصص التموينية لأهالي سيناء بمناطق العمليات وفتح منافذ للخدمة الوطنية بالإضافة إلي دور المحافظة بالتنسيق مع وزارة التموين بتوفير السلع التموينية والخضراوات للأهالي.
جيشنا الوطني وهو يحارب لتدمير الأوكار والبؤر الإرهابية وضبط العناصر الإرهابية وقطع خطوط الإمداد وإحكام الحصار في شمال ووسط سيناء كان مهتماً بحقوق أهالي سيناء في العيش الكريم وتوفير سبل المعيشة.. تلك هي الحقيقة التي لا يعرفها أعداؤنا وتلك هي عقيدة جيش مصر الوطني لأنه من أبناء الشعب ويمثل الشعب ويحقق طموحات وآمال الشعب.
إن الحرب الدائرة في سيناء ضد الإرهاب وعلي حدود مصر الغربية ومطاردة وحصار الإرهاب في كل منطقة بمصر ليست بعيدة عن الحرب في الجنوب والشمال حيث يتعرض عالمنا العربي والإسلامي لأسوأ مؤامرة لتفتيت المنطقة وتقسيم الدول من خلال الحرب بالوكالة وهو الأمر الذي فهمته مصر جيداً وهي تخوض حربها ضد الإرهاب في نفس الوقت حربها من أجل البناء والتنمية ومحاربة الفساد بحثاً عن مستقبل أفضل ورفع مستوي المعيشة وبناء "مصر الجديدة" التي نهفو إليها.
من هنا لابد أن نعي جيداً ونفهم حقيقة الحرب التي تدار ضدنا.. نعم هي حرب بالوكالة علي الأرض خاصة في سيناء وحدودنا الغربية والشرقية ولكن الحرب الأقوي هي حرب الدعاية وحرب تفتيت القوة الوطنية تحت مسميات وأسباب عديدة.
مواجهة هذه التحديات ليست بالصمت بل بإعلان شعبي كامل ضد الإرهاب ومع السيسي في حربه ضد الإرهاب.. وإعلان شعبي تام مع التنمية والبناء ودعم السيسي في حربه لبناء مصر الجديدة.
دماء شهداء مصر في الحرب ضد الإرهاب غالية وستكون دعماً وقوة لبناء مصر الجديدة.. والحرب المنظمة ضدنا في الخارج والداخل لن تضعفنا بل ستزيدنا قوة وتمنحنا إصراراً علي مواصلة الحرب حتي نحقق النصر إن شاء الله.. فالله غالب علي أمره.. والله ناصرنا بإذنه.
اعتقد أن الإعلان عن النصر قريب جداً.. وإحساسي الشخصي أن النصر أصبح قريباً وسيندحر الإرهاب من مصر بدليل ما يتردد عن وساطات لخروج آمن للإرهاب من سيناء ولكن أياً كانت صحة ما يتردد أو عدمه فإن الحقيقة علي الأرض أن أبطالنا يحققون كل يوم إنجازاً ونصراً علي أرض سيناء من موقع إلي موقع.. ومن مكان إلي مكان حتي يندحر الإرهاب ونعلن النصر.. لكن لابد أن نعرف أن الإرهاب لن يتوقف بل سيحمل ألف لون ولون وألف اسم جديد من الإخوان للقاعدة لداعش لنصرة القدس.. وهناك المزيد.. ولابد أن نعرف أن أعداءنا لن يسكتوا ولن يرضيهم هذا النصر.. والرد لابد أن يكون عملياً بدعم خطوات التنمية والبناء والقوة التي بدأها الرئيس السيسي وسيكملها معنا إن شاء الله.
سنعلن النصر قريباً في معركة الإرهاب.. لكن الأمل كبير في أن نعلن النصر في حرب الوجود إن شاء الله وما النصر إلا من عند الله.