سامى عبد الفتاح
الحكمة في مواجهة المجرمين بملاعبنا
تدوينة صغيرة من الكابتن أحمد حسن عميد لاعبي العالم ومدير منتخب مصر السابق أعجبتني جداً لما فيها من قدر كبير من الحكمة والرؤية الثاقبة والبعد عن الانفعال الذي لا يليق بالكبار.. قال الصقر في تدوينته: إن هناك من يتصيد أخطاء الجماهير في الأزمة الأخيرة مطالباً بضرورة التعامل مع الأزمة بعقلانية وأن مباريات كثيرة أقيمت لم تحدث أي تجاوزات ويجب ألا نضخم بعض التجاوزات من قلة غير مسئولة.
أظن أن العميد يقصد تلك الأحداث التي أعقبت مباراة الأهلي ومونانا الجابوني في بطولة أفريقيا وردود الأفعال الكثيرة بعدها. وبعضها رسمي مثل بيان الأهلي واتحاد الكرة وبعضها غير مؤكد مثل ما يتردد عن إلغاء عودة الجماهير للملاعب وهي خطوة إن حدثت ستكون خطوة كبيرة للوراء وعلامة علي أننا خائفون من شيء ما ولا نستطيع مواجهته وهذا لا يليق بمصر التي تعيد بناء نفسها بقوة ونجاح.. لذلك أجد تعليق أحمد حسن عقلانياً جداً ويحمل في محتواه ضرورة أن نتمسك بالثقة في النفس بأننا علي الطريق الصحيح وأن ما حدث في استاد القاهرة هو شيء غريب بالفعل وقد فطن السيد المستشار النائب العام لأبعاد هذا الحدث فطلب التحقيق وكشف تفاصيله لأن ما حدث لا يمكن أن نطلق عليه انفلاتاً وإنما تخطيط مسبق.. فالانفلات يأتي بحسن نية ونتيجة انفعال زائد يمكن التجاوز عنه.. أما أن يكون الأهلي فائزاً بأربعة أهداف نظيفة مع الرأفة ومتمكن من المباراة بقوة ثم تقع هذه الأحداث التي لا علاقة لها بالمباراة فهذا ليس انفلاتاً ولكن جريمة منظمة ومخططة ومدعومة أيضاً بدليل بثها خلال دقائق علي قناة الجزيرة مباشر لتصدير مشهد أن مصر بلد غير آمن وتسودها القلاقل وتعاني من غياب الحريات لذلك فإنني أتحمل المسئولية القانونية بوصف هؤلاء المقبوض عليهم وغير المقبوض عليهم بأنهم مجرمون يعيشون بيننا في هذا الوطن وسوف تكشف تحقيقات النيابة هذه الحقيقة.. وهذه الواقعة ليست الأولي بنفس التفاصيل فقد حدثت باستاد القاهرة في مباراة أفريقية أخري عام 2012 رغم ان الأهلي كان فائزاً بنصف دستة أهداف وحدثت مرة ثانية في استاد الجونة قبل مباراة ليوبارد الكيني وكادت تتسبب في إلغاء المباراة.. إنهم أشخاص مدفوعون ومدفوع لهم لتنفيذ هذه المخططات الشيطانية.. ومع الأهلي تحديداً لأن أصداءه قوية ومسموعة في كل العالم بدليل ان جريدة "ذا صن" البريطانية نقلت الخبر بطريقة الجزيرة والهدف واضح وهو التشويش علي مصر التي دخلت في استحقاق انتخابي رئاسي يريدون له الفشل ولبلدنا الضياع.. المسألة كبيرة وتحتاج إلي ثبات وتحقيقات.. لذلك علينا ان نكون أقوياء بقوة الصلب ولا ننحني أمام هذه الدسائس ولنترك كل ما حدث في استاد القاهرة لرجال النيابة والتحقيقات ولنتمسك بما خططنا له وهو ان نعيد الثقة في جماهيرنا الرائعة التي كانت وراء المنتخب حتي وصوله إلي كأس العالم وكان تواجدها نموذجياً في مباراة الأهلي الأخيرة باستثناء تصرفات القلة المأجورة وهذا الانفعال غير اللائق ضد عبدالله السعيد وأحمد فتحي وأقصد تحديداً تلك التسريبات باحتمال إلغاء عودة الجماهير للمدرجات لأننا سنكون قد حققنا لهم أغراضهم الخبيثة.