تقاس عظمة الدول وعلو مكانتها التاريخية بعطاء وبذل أبنائها دفاعا عن مقدراتها وحماية للمبادئ والقيم. إن ابنائها وبما يقدمونه من تضحيات تشمل حياتهم يبرهنون علي أصالتهم وعمق انتمائهم وولائهم لهويتهم الوطنية والانسانية.
في هذا الشأن لا أحد يستطيع أن ينكر ما سجله التاريخ القديم والحديث من انجازات للمواطن المصري في مجال التضحية بالحياة من أجل أمن واستقرار وطنه وأمته العربية والاسلامية. من هذا كان الوصف المقدس للمقاتلين المصريين من أجل الحق.. بأنهم خير أجناد الأرض. ان كل ما يحتاجه هذا المقاتل المصري هو القيادة الرشيدة حيث لا تنقصه روح التحدي والارادة القوية اللتان تقودانه للانتصار.
هذا الواقع تجسد في التاريخ الحديث في الانتصار في حرب أكتوبر رغم كل الظروف الصعبة التي واكبت هذه الحرب المجيدة. أما في حروب الزمن البعيد فقد كان لجيش مصر انتصاراته وانجازاته العسكرية في عهدي أُحمس ورمسيس وغيرهما من ملوك الفراعنة. اننا ونحن نستعرض بطولات رجالنا في العصر الحديث دفاعا عن قضايانا الوطنية والقومية لابد أن نتذكر عشرات الآلاف من الأبطال الذين استشهدوا خلال خوضهم لأربع حروب من أجل الاستقلال الوطني والقضية الفلسطينية.
روعة هذا العطاء القائم علي التضحية بالروح والذي قد يقود إلي الشهادة.. تستحق من مصر شعبا وقيادة الاعتزاز والتقدير اللا محدودين المتمثلين في الاحتفال بيوم الشهيد.
هذه المشاعر الجياشة توجها الرئيس عبدالفتاح السيسي لاجتماع بقيادات الجيش والشرطة.. تم في هذا اللقاء استعراض تطورات الأوضاع داخليا وخارجيا. بالطبع كانت المجابهة الشاملة للإرهاب بعملية »سيناء ٢٠١٨»‬ تطهير كل الأرض المصرية من وجوده. وعلي ضوء ما قام ويقوم به أبطال قواتنا المسلحة والشرطة أشاد الرئيس بما جري تحقيقه وانجازه. وتعبيرا عما يمثله يوم الشهيد.. وجه الرئيس التحية للشهداء الذين يقدر المصريون تضحياتهم الغالية وأكد أنهم سوف يظلون خالدين في ذاكرة هذا الوطن إلي الأبد.