"مواجهة بين القيعي ومرتضي" ذلك الخبر كتبته العديد من صحف اليوم ومواقع الصحف الإلكترونية، للوهلة الأولي قرأتها مناظرة بدلاً من مواجهة، فهل ذلك بسبب إقتراب إنتخابات الرئاسة؟. منذ أيام شغلتنا المواقع الإلكترونية سواء للصحف أو مواقع التواصل عن مواجهة وتلاسن بين الخطيب ومرتضي، لدرجة أن بعض الصحف كان بها أكثر من أربعة عناوين فقط عن المستشار مرتضي منصور وجميعها تتعلق بالتلاسن والشتائم وإنتقال وبيع لاعبي كرة القدم والألتراس وغيرها الكثير من الهري الذي تتحفنا به الصحف أو الفضائيات وغيرها من الوسائل الإعلامية، بصراحة مضيعة للوقت والمجهود بلا طائل وبلا عائد يفيد أحد سوي الإعلانات وجيوب مقدمي تلك البرامج بالفضائيات، وكذلك لا تتماشي أو تتناسب وأجواء الإنتخابات القريبة.
تكرار كلمة مواجهة خاصة بين شخصين من الشخصيات العامة وبالذات في مجال الرياضة وكرة القدم، وحتي لو كانت تلك المواجهة ما هي إلا شتائم وتهديدات من أحد هذين الشخصين للآخر، نسأل هل تلك المواجهات تمثل لنا تعويض عن أشياء وأمنيات نتمني حدوثها والتي تمس مستقبلنا جميعاً؟، وهل حالة اللاشعور التي قرأت الخبر علي أنه مناظرة هو ما يسميه علماء النفس بالحيل الدفاعية؟، والتي أحد صورها ما يسمي "الإزاحة" والتي هي عبارة عن إعادة توجيه الإنفعالات المكبوتة نحو موضوعات أو افكار أوأشخاص غير الموضوعات الأصلية التي تسببت في الإنفعال المخزن في اللاشعور، مثال علي ذلك الشخص الذي يخاف من شيء ما مثل الظلام أو أحد الحشرات أو غيرها هي أصلاً إنفعالات لاشعورية قد مصدرها خوفه من شخص أو شيء آخر قد أخافه بدرجة كبيرة، أي أن الظلام يعتبر رمزاً لما أزاحه الشخص من أذي تعرض له. كل ما نتمناه أن ترحمنا الصحف والفضائيات ويتقوا الله فينا وفي مستقبل أبنائنا الذين يضيعون عمرهم فيما تلهيهم بها وسائل الإعلام تلك.