المصرى اليوم
كرم كردى
والله حرام.. أفيقوا
بسبب تواجدى فى اتحاد الكرة المصرى أُتيحت لى الفرصة لكى أسافر كثيراً فى الفترة الأخيرة ولكننى فى آخر سفرتين، تسبب السفر فى حزنى وغضبى لما نحن فيه من خيبة وفشل. سفرتى قبل الأخيرة كان ضِمنها ترانزيت عدة ساعات فى الذهاب والعودة فى مطار إسطنبول. والسفرة الأخيرة كان أيضا بها ترانزيت فى مطار أديس أبابا فى الذهاب والعودة. ورغم أننى مررتُ على هذين المطارين فى السابق أكثر من مرة لكننى توقفتُ كثيراً هاتين المرتين. ففى المرة الأولى، كنتُ ضمن وفد مصرى مسافر إلى روسيا وكنا جميعاً مسافرين على الخطوط التركية للأسف. والسفرة الأخرى كُنت مُسافرا إلى أنجولا عن طريق أديس أبابا ومعى حُكام مصريون مسافرون إلى كينيا وأيضاً كنا على الخطوط الإثيوبية، والمُحزن والمُبكى كان فى العودة، فأنا عائد من أنجولا ونفس الحكام عائدون من كينيا وتقابلنا فى المطار مع بعثة النادى المصرى عائدة من تنزانيا على الخطوط الإثيوبية، وأيضاً كان معنا فى المطار بعثة نادى الزمالك، كلنا جميعاً تقابلنا فى أديس أبابا مُتجهين إلى القاهرة على مَتن إحدى طائرات الخطوط الإثيوبية.

تخيلوا يا سادة كل هؤلاء المصريين يتنقلون داخل أفريقيا على خطوط غير مصر للطيران، حوالى نصف الركاب مصريون.

أين شركة مصر للطيران يا سادة؟ الشركة التى تأسست عام 1932، قبل الخطوط التركية بعام وقبل تأسيس الخطوط الإثيوبية بثلاثة عشر عاماً. هل مصر للطيران أصبحت غير قادرة على المنافسة؟ هل نحن الذين كنا أسياد أفريقيا ونتواجد فى كل دول أفريقيا، أصبحت شركة الطيران الرسمية لنا لا حول لها ولا قوة؟!. عندما تسير فى مطارى أديس أبابا وإسطنبول تتعجب من ازدحام الركاب لقد أصبحا محطتى عبور لدول كثيرة، ونحن نقف نتفرج وربما نُصفق على هواننا.

فى مقارنة بسيطة نجد أن الخطوط التركية تمتلك 338 طائرة تطير إلى 296 مدينة فى 110 دول. الخطوط الإثيوبية التى لم نكُن نسمع عنها من 10 سنوات تمتلك الآن 62 طائرة وتطير إلى 80 مدينة معظمها فى أفريقيا واستحوذت بذلك على النسبة الكبرى من رُكاب القارة السمراء. أما مصر للطيران الشركة الأقدم فهى تمتلك فقط 55 طائرة وتطير فقط إلى 87 مدينة. هل يُعقَل أن مطار القاهرة وهو صاحب الموقع المُمَيَز بين آسيا وأوروبا وأفريقيا يعبُر منه عدد ركاب أقل من 50% من العابرين عبر مطار أديس أبابا؟!. وحَدِث ولا حرج ربما أقل من 10% من العابرين عبر مطار إسطنبول. وطبعاً سبب ذلك هو عدم استخدام الركاب لـ«مصر للطيران»، ونحن نعيش فى مصر الآن نهضة اقتصادية كبيرة، ونعيش ثورة إصلاح فى جميع المجالات ونرى إنجازات فى المبانى والطرق والأدلة كثيرة ونراها أمام أعيُننا.

هل ما يحدُث مع طيراننا لا يستحق أن نقف ونرى كيف نُطَوِر مصر للطيران وكيف نجعل مطار القاهرة هو الأكثر للركاب الترانزيت فى منطقتنا؟!.

من المؤكد أن هناك حلولا، منها السريع ومنها طويل الأجل. فمع النهضة والاستنفار الذى نحن فيه كل شىء ممكن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف