المساء
سمير رجب
انتظروا أشرس حملات الكذب والفبركة من مهووسي التواصل الاجتماعي
حتي وقت قريب كان الناس يتداولون أخبار وحكايات "الفيس بوك" علي أنها حقائق مسلم بها .. توهماً منهم بأن ثمة مصادر محترمة وراء إذاعة هذه الأخبار وتلك الحكايات ثم سرعان ما سادت قناعة لدي المصريين بالذات بأن ما يقرأونه أو يشاهدونه عبر شبكة الإنترنت لا يعدو أن يكون مجرد صناعة صبيانية أو بالأحري طفولية.. خصوصاً بعد أن اكتشفوا أن "فلان" الذي سري نبأ وفاته سريان النار في الهشيم إنما هو حي يرزق.. بل وفي أتم صحة وعافية.. الحال نفسه بالنسبة للفنانة الشهيرة التي زعموا إلقاء القبض عليها في جريمة أخلاقية قد تعاقدت معها كبري شركات الإنتاج علي تصوير فيلم جديد..!

طبعاً لا ينكر أحد أنه رغم ذلك.. فإن ما يطلق عليها "مواقع التواصل الاجتماعي" كادت تكون وسيلة التفاهم الوحيدة بين البشر والدليل أن عدد من يتعاملون علي "الفيس بوك" علي مستوي العالم بلغ 500 مليون أي نصف مليار.. كما أصبح "تويتر" الوسيلة المفضلة للتعبير عما يجيش في الصدور سواء كان خاص أو عام ومع الاثنين هناك انستجرام وعدة مواقع أخري لم تنل بعد اهتمامنا مثل "تمبلر وبي كي".

مع هذا التقدم المبهر في الحياة الإنسانية.. فقد استخدمت مواقع التواصل الاجتماعي تلك أسوأ ما يكون الاستخدام.. لا سيما من جانب جماعات الإرهاب والمافيا.. واللصوص "الدوليين" والمتاجرين بالبشر.. ومهربي المخدرات.. و.. و..!
كل هؤلاء استعملوا أسماء غير أسمائهم.. وصوراً لا تمت إليهم بصلة وأخذوا يعيثون في الدنيا فساداً..!
ودعونا نعترف بأن بعض الدول حاول وضع أياديه علي تلك العصابات الإجرامية.. لكن محاولاته باءت بالفشل مما اضطر آخرين إلي حجب تلك المواقع حجباً تاماً..!
وبديهي.. أن تنضم جماعات الضلال والبهتان في مصر وخارجها إلي الدوائر السوداء.. وتستأجر أشخاصاً وهميين.. لبث نوازع التحريض علي العنف وتركز علي الروايات المفبركة التي تستهدف النيل من شعب مصر ومحاولة زرع بذور الفرقة بين أبنائه..!
وها هي الشواهد واضحة.. فقد ادعوا بالأمس أن هناك نقص في الوقود بعد أن رفعت الحكومة مؤخراً سعر أحد مشتقاته وأن سعر الدولار قد تم تثبيته عند 17.5 جنيه وأن هناك تعديلات جذرية ستطال قانون الخدمة المدنية الجديد..!
وقد اضطرت الحكومة إلي إصدار بيانات تكذب فيها كل تلك الادعاءات.. وإن كنت أري أنها لا يجب أن تشغل بالها حتي تفوت علي كل متآمر نذل الفرصة لجرها إلي زوايا وجوانب فرعية في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلي التركيز.. وتكتيل الجهود للعمل والإنتاج.. و.. ومحاربة الإرهاب..!

ومع ذلك فإنني أقول لكم انتظروا أشرس الحملات ضدنا جميعاً خلال الأيام القادمة وحتي موعد إجراء الانتخابات الرئاسية!!
ستسمعون عن أشياء لا تخطر لكم ببال.. وعن وقائع أغرب من الخيال.. وعن تعليقات سخيفة من بعض الشاردين والهاربين الذين تقطر قلوبهم حقداً وغلاً.. فلا تقيموا لكل ذلك وزناً.. وضعوا في اعتباركم أن من ارتضي لنفسه أن يتجرد من ملابسه مرة.. فليس من الصعب عليه أن يتاجر في كرامته وفي عرضه وفي تراب وطنه..!!
سوف يتردد كثيراً أن نسبة الإقبال علي الانتخابات لن تكون كبيرة.. ولنرد علي ذلك بأن نقرر بيننا وبين أنفسنا أن نجعل من الحشود أمام صناديق الانتخابات حديث العالم بأسره.
سينتهزون الفرصة ليشككوا في التسهيلات التي توفرت للمستثمرين.. وفي قانون التأمين الصحي المرتقب.. وفي الجهود المبذولة لتطوير التعليم.
الأكثر والأكثر.. الإساءة المتعمدة للقوات المسلحة والشرطة اللتين تقومان بأخطر وأشرف وأنبل مهمة في التاريخ وهي المهمة التي يخشون نتائجها بطبيعة الحال والتي ستقضي علي البقية الباقية من فلول عصاباتهم التي تبعثرت وتحول أفرادها إلي أشلاء بين الجبال.. وفي جوف الصحراء..!

أرجوكم.. لا تلتفتوا إلي كل تلك الأراجيف واعرفوا مسبقاً ماذا يدبرونه لكم.. ولتكن ضربتنا الكبري بإذن الله.. هذه الانطلاقة الجديدة التي سنصنعها باختيارنا البحت فور أداء الرئيس الجديد اليمين الدستورية.

في النهاية تبقي كلمة:
سأروي لكم قصة طريفة أبطالها جماعات في أمريكا رفعوا شعاراً موحداً يقول: لا للفيس بوك والتويتر..!
هذه الجماعات تضع أياديها علي من تتردد أسماؤهم كثيرا عبر الموقعين.. وتقابل الفبركة بفبركة مثلها.. كأن يذاع مثلاً أن هذه التغريدة.. أو ناشر ذلك الخبر الزائف قد توفاه الله في الصباح.. أو قد ألقي القبض عليه منذ لحظات.. أو أصابته صاعقة ثلجية أفقدته النطق.. أو.. أو..!
يعني باختصار - من وجهة نظرهم - الباطل.. يقابل بالباطل.. والزيف لن ينفع معه إلا من عاش داخل مستنقعاته القذرة..!!
والسؤال:
أليس في مقدورنا بمصر أن ننهج النهج نفسه..؟!
نعم.. نستطيع لكن نحن أولاً وأخيراً.. أناس عندنا أخلاق ونتحلي بأفضل القيم ونحسن التعامل مع ألد أعدائنا..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف