فى بيان شديد اللهجة استنكرت الخارجية المصرية الادعاءات الواردة فى تقرير المفوض السامى لشئون حقوق الإنسان الأمير زيد بن رعد وما تضمنته من سرد لوقائع مختلقة ومغلوطة حول حقيقة الأوضاع فى مصر .. فقد أكد بيان الخارجية الصادر مساء الأربعاء الماضى أن تقرير المفوض السامى استند إلى معلومات اعترف بنفسه أنها «مزعومة» لأنه لم يكلف نفسه عناء التحقق منها أو من مصادرها, وطالبته بالكف عن مهاجمة الدولة المصرية دون وجه حق, والدعم المبطن لجماعة إرهابية ارتأى أن ينبرى إلى الدفاع عن أعضائها بدعوى الدفاع عن حقوق الإنسان!. ولم تمض سوى أيام قليلة حتى كان الرئيس الفنزويلى نيوكولاس مادورو يصف المفوض السامى بأنه «ألعوبة» فى يد الولايات المتحدة وأنه أقحم نفسه مثل «ورم»، مؤكدا أنه ليس من حقه انتقاد أسلوب إدارته للبلاد.. فى الوقت الذى وصف فيه وزير خارجيته تصريحات رعد بأنها «غير مسئولة وغير محترمة» وحذره من أن مثل هذه الخطوة قد تكون سابقة خطيرة!.
ما أقسى وما أصعب الألفاظ التى وجهت للأمير رعد وكان فى غنى عنها وهو على مشارف مغادرة موقعه بعد أن قاربت مدته على الانتهاء.. لقد سبق للمفوض السامى أن ادعى أن العديد من المدنيين قتلوا فى الصراع الدائر باليمن وكذبه حينها سفير السعودية فى الأمم المتحدة بجنيف مؤكدا عدم دقة الأرقام التى وردت بتقريره وأن المسلحين الحوثيين هم من «يمارسون الأعمال الحربية بالزى المدني» وأن معظم الضحايا المصنفين على أنهم مدنيون إنما هم من جنود الميليشيات الانقلابية لكنهم بزى مدنى . على أى حال فإن سمو الأمير رعد ليس أول - ولن يكون آخر -المسئولين الأمميين الذين لا يراعون ضمائرهم وينفذون تعليمات وأجندات تملى عليهم من قبل قوى عظمى .. بعد أن باتت المنظمات الدولية نفسها وعلى رأسها الأمم المتحدة محل ريبة وموضع شك كبير لكثير من المراقبين بل الدول الأعضاء فيها!!