الأخبار
احمد سالم
عالمصري دور ...... بطالة ولا كسالي؟؟
هناك العديد من المشكلات التي نواجهها في مصر تتسم بازدواجية الآراء حيث ينقسم حولها الجميع ما بين مؤيد ومعارض، وكل فريق لديه من الحجج والأسانيد ما يجعلك تراه وكأنه صاحب الحق المطلق.
عندما تسأل ملايين الشباب عن البطالة في مصر تتلقي علي الفور إجابات حانقة تحمل المجتمع ما لا طاقة له به من هجوم ضارٍ واتهامات مباشرة بعدم توفير فرص عمل لهم.
وعندما تسأل المستثمرين تأتيك الإجابة الصادمة المدعومة بالمستندات الخاصة بإعلانات مدفوعة لا تتوقف لجذب الشباب نحو فرص عمل حقيقية دون استجابة فعلية منهم.
وضع شاذ ومحير يستحق البحث والدراسة حتي نصل إلي منطقة تلاقٍ بين الطرفين، رحلة البحث وعرة وشديدة الصعوبة نصطدم فيها بمؤسسات تعليمية فقدت جميع وسائل الاتصال بسوق العمل وشباب مازال متمسكا بتلابيب شهادات عليا بالية لم تعد تغني أو تسمن من جوع.
معركة لو تعلمون هي الأصعب في معادلة تطوير مصر لأن العلاج الوحيد هو خلخلة الثوابت التي تربت عليها أجيال متعاقبة.
يا شباب مصر.... الشغل اليدوي شرف لكم ولتعلموا أن الأيدي المغمورة في طين الأرض أو بين تروس الماكينات هي أشرف وأطهر من الأيدي الناعمة التي ترمي الزهر في قهوة العاطلين انتظارا لفرص عمل ـ لن تأتي ـ للمرفهين.
لو قرأتم قصص الكفاح المرير لمن اعتلوا سلم النجاح فستشعرون بالخجل من أنفسكم علي التواكل وتكرار الشكوي.
لن تشفع لكم الشهادة الجامعية في زمن لم يعد يعترف سوي بالعمل الجاد ولن تقبل زوجا لمن تحب إلا إذا امتلكت وثائق نجاحك المهني، أعلم جيدا أن الواقع شديد الصعوبة وأن بعض أصحاب الشركات يقدمون رواتب هزيلة لا تفي بمتطلبات الحياة في ظل حرب أسعار شعواء، ولكن البدايات الصعبة تضمن النهايات السعيدة ولكم أسوة في ريادة الأعمال والمشروعات الصغيرة التي حولت حياة العديد منكم من النقيض إلي النقيض والعبرة بالحواديت الخاصة بنجاحهم والتي يجب أن نستخدمها كدليل دامغ بأن المستحيل هو وهم نصنعه أحيانا بتخاذلنا وأن اقتناص الفرص حصري علي أصحاب الإرادة دون غيرهم وأننا لن نتقدم إلي الصفوف الأمامية إلا من خلال التعليم الفني الذي يمثل ثلثي التعليم في الأسطورة الألمانية وفي حالة رغبة سيادتكم في شراء البرستيج الجامعي فلا مانع احتراما للقيود الاجتماعية العقيم أو تتفضل حكومتنا الموقرة وتغير المسميات المكروهة مثل المعهد الفني إلي كلية الصناعة وكلية ريادة الأعمال ولكن حتي يحدث التغيير المرجو فلتبحثوا عن تدريب تحويلي يضيف إليكم مهارات جديدة تتسلحوا بها في سوق العمل ولن أنسي خريجي الاقتصاد والعلوم السياسية والتجارة والحقوق الشرفاء الذين أبهروني بابتكاراتهم في كلية التعليم الصناعي بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا تحت إشراف عميدها الهمام د.عصام البكل، وشعرت وقتها أن الأمل متاح والقادم أفضل وأننا فعلا.....# نقدر

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف