الأخبار
كرم جبر
كارت أحمر لعبد الله السعيد !
لا أتمني أبداً أن ينضم عبد الله السعيد للزمالك، وإذا فعل اللاعب ذلك فسوف يخسر ماضيه وحاضره ومستقبله، وأذكره برضا عبد العال أمهر لاعبي الكرة في التسعينات، الذي أخذه الأهلي من الزمالك لحماً ورماه عظماً، وفقد اللاعب مستقبله الكروي، وأصبح حبيساً لتدريب أندية الأقاليم، ولا يعتبره الأهلوية أهلوياً لأنه كان دخيلاً، ويناصبه جمهور الزمالك العداء لأنه غدر بهم، ولا يستطيع أن يمر أمام النادي.
عبد الله السعيد لحم كتافه من خير الأهلي، وحقق نجوميته بالفانلة الحمراء، وإذا خلعها فلن يجد فانلة علي مقاسه، ولن يغفر له الأهلوية تلك الخطيئة الكبري، وإذا كان المصريون يتميزون بالنسيان، فجمهور الكرة ذاكرته حديد ولا ينسي أبداً، ويوم فكر حسام حسن في الاستعانة بطارق السعيد مدرباً مساعداً حين كان مديراً فنياً للزمالك، أقسم الجمهور بأغلظ الأيمان أن السعيد، الذي باع الزمالك وانضم للأهلي لن يدخل ميت عقبة للأبد، ورضخ الجميع لذلك.
حسام حسن نفسه »لو»‬ لم ينضم للزمالك، كان زمانه مدرباً للأهلي ثم للمنتخب القومي، ولكنه لن ينال هذا ولا ذاك، وأصبح سقف طموحه محصوراً في النادي المصري العريق، وأمله الوحيد أن يحصل علي بطولة تضعه في زُمرة الكبار.. وعندما حاول أن يتبرأ من انتمائه للزمالك، مُغازلاً جمهور الأهلي، فقد الاثنين، وأعتقد أنه لن يأتي يوم يدرب فيه أحد الفريقين.
من حق عبد الله السعيد أن يؤمن مستقبله، فلم يبق له في الملاعب سوي سنوات قليلة، ولكن الطريق الآمن هو أن يذهب إلي الخليج، ليحصل علي الأموال ولا يفقد الشعبية، أما أن يأخذ فلوس الزمالك ويحافظ علي الجماهيرية فهذا لن يحدث، ولن يطال هذا أو ذاك، فالزمالك لا يحتاج عبد الله السعيد بقدر بحثه عن بطولة، والزمالك فيه لاعبون مهاريون يفوقون السعيد، ويعترف الجميع أنه يمتلك أفضل اللاعبين في مصر، ولكنه لا يحقق البطولات، وهذا من زمان وليس الآن، ولنتذكر فريق الأحلام الذي جمع أفضل اللاعبين في مصر، ثم تحول إلي أوهام.
ما يحتاجه الزمالك ليس عند عبد الله السعيد، وما يريده عبد الله السعيد ليس عند الزمالك، والأهلي لن يقف عليه، بل يستطيع أن يصنع مثله كثيرين، وأن يحقق البطولات بدون السعيد، وأن يحافظ علي قوام الفريق واستقراره، دون حدوث هزات أو تقلبات نتيجة رحيله، وإذا استقبله جمهور الزمالك - جدلاً - بالترحاب، فسوف ينقلب عليه إذا لم يحقق البطولات، وبالمناسبة بطولات الأهلي تحققت بنجوم الأهلي وليس بالسعيد وحده، وله قدر يسير فيها.
الجانب الآخر، إذا ذهب السعيد للزمالك - جدلاً - فسوف يفجر كل أنواع التمرد، فكيف يحصل علي 50 مليون جنيه مثلاً، بينما أيمن حفني الذي لا يقل مهارة، يحصل علي 6 ملايين فقط، وماذا عن عبد الله جمعه وطارق حامد، والفريق فيه من المشاكل ما يكفيه، ولا ينقصه بركان عبد الله السعيد.
أقول ذلك كزملكاوي قديم، من الأوفياء الذين يتحملون هزائم الفريق وانكساراته في صبر وجلد، ونتمني يوماً أن تعود مدرسة الفن والهندسة، ليس لصالح الزمالك فقط، بل للكرة المصرية كلها، فالأهلي الذي حقق الدوري مبكراً لم يشعر بلذته ولم يحس الجمهور الأهلاوي بحلاوته، لأن الحصول علي الدوري من الزمالك، وبعد منافسة شرسة مع الزمالك، هو الذي يصنع الفرحة، ويعلي شأن الانتصار، مهما كانت قوة الأندية الأخري، ولها كامل الاحترام.
صحيح أننا في عصر الاحتراف، ومن حق الزمالك أن يشتري السعيد بالملايين، ولكن هناك شيئاً اسمه »‬المواءمة» وعدم إثارة الجماهير، وهو شيء ليس له قانون مكتوب، ولكن له أعراف محفوظة، أتمني أن يحافظ عليها الفريقان، وأن يكونا القدوة والمثل والنموذج، حتي تمر الأيام الصعبة التي تمر بها الكرة المصرية، ونفرح بمحمد صلاح وزملائه الأشداء في موسكو.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف