الجمهورية
نادر مصطفى
ماجدة.. وبو حيرد
* جاء تجاهل مهرجان اسوان لسينما المرأة في عدم تكريم الفنانة الكبيرة ماجدة الصباحي بدورته الثانية والاكتفاء بتكريم المناضلة الجزائرية جميلة بو حيرد بمثابة نقطة سوداء في فاعليات المهرجان حيث كانت سترتفع قامته وهامته للسماء لو جمع بين المناضلة الجزائرية بو حيرد ونجمة مصر الفنانة ماجدة التي انتجت فيلم "جميلة الجزائرية" والذي يعتبر ملحمة تاريخية عن كفاح الجزائر ضد المحتل بل هو الوثيقة السينمائية الروائية الوحيدة جهاد جميلة بوحيرد ضد الاستعمار الفرنسي!!
* لكن مهرجان أسوان وجد من العار أن يجمع بين الأصل والصورة.. برغم ان الصورة كانت أحد الأسباب الرئيسية في تكريم الأصل.. فلو لم يكن هناك فيلم سينمائي يحمل اسم الشخصية المكرمة "جميلة بوحيرد" ما كان اهتم مهرجان أسوان بتكريمها.. لأن الفيلم تمكن ان يترك أثراً عند المشاهد والجمهور ويخلد اسم "بوحيرد" حتي عرفه قيادات المهرجان!!
* ونتساءل: هل الجزائر بلد المليون شهيد.. "والشهيد قضيته اكبر حيث يضحي بحياته كلها" لاتوجد به ابطال او بطلات قدمن النفيس والغالي من اجل تحرير بلادهم سوي جميلة بو حيرد.. بالطبع هناك آخرون تستحق ان تتحول قصص نضالهم لافلام سينمائية... ولا اعني هنا التقليل من قيمة تلك السيدة البطلة التي لم تخش المستعمر وواجهته حتي اشادت بها الشعوب المتحررة.. وتستحق التكريم كل يوم. ولكن كما هي بطلة هناك بطلات وابطال مثلها من ابناء الجزائر!!
* عندما زرت الجزائر وبالتحديد مدينة وهران التقيت بابناء واحفاد عدد من الشهداء الابطال والذين كرمتهم الدولة باطلاق اسمائهم علي بعض المدارس او الشوارع والميادين.. ولكننا هنا في مصر لانعرف عنهم شيئاً برغم بطولاتهم.. ولانعرف سوي بو حيرد التي جسدت حياتها وبطولاتها الفنانة ماجدة والتي ظلمها مهرجان المرأة ولم يهتم حتي بتوجيه دعوة لها!!
* لو كان جمع مهرجان اسوان بين الفنانة ماجدة - 87 عاماً- والمناضلة الجزائرية جميلة -83 عاماً- لضرب مئات العصافير بحجر واحد.. فالفنانة ماجدة هي آخر رعيل نجمات مصر في زمن الخمسينيات.. ومعها ايضاً الفنانة مديحة يسري -96 عاماً- التي كانت نجمة منذ الاربعينيات.. وهما الاثنتان الاحياء من جيل الخمسينيات والاربعينيات!!
* تكريم ماجدة كان سيصبح فخراً للمهرجان لان هناك مهرجانات سينمائية عديدة لم تكرمها وتضعها في الحسبان.. كما ان ماجدة جسدت حياة شخصية كانت حية اثناء تصوير الفيلم ومازالت وهو من النادر ان يحدث في افلام السينما سوي مع شخصيات قليلة مثل الملاكم محمد علي كلاي. والزعيم نيلسون مانديلا حيث صنعت افلام لهم وهم احياء!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف