الأخبار
جلال دويدار
ترامــب بهـوجــائية قــراراتـه يبحث عن المشاكل والعداوات
يبدو أن قرارات وتحركات الرئيس الامريكي ترامب الهوجاء سوف تتواصل ولن تنتهي. إن آثارها وأضرارها أصبحت تشمل الاصدقاء وحتي من يزعم العداء لهم. إنها تشير إلي أن الهدف هو جذب الانظار والحرص علي إيجاد قضايا تجعل منه حديث الاوساط السياسية والاقتصادية والاعلام. ان ما يصدر عنه في هذا الشأن يستهدف إثارة الخلافات السياسية والاقتصادية بين أمريكا والعالم الخارجي.
آخر شطحاته في هذا المجال تمثلت في فرض رسوم باهظة علي الواردات الامريكية من الصلب والألومنيوم الأوروبي. هذا القرار ينذر وفقا لتصريحات القادة الأوروبيين بإشعال حرب تجارية ضروس بين أمريكا وحلفائها الأوروبيين.. رداً علي هذا الاجراء الامريكي الذي يعد تفعيلاً لما أعلنه ترامب إبان حملته الانتخابية بأن تكون مصالح أمريكا فوق الجميع.. هذا معناه وعلي ضوء قراره ضد المنتجات الأوروبية.. الاتجاه إلي الانقلاب حتي علي الحلفاء والاصدقاء.
ليس هذا فحسب ما تضمنته تحليلات الخبراء لهذا القرار.. ولكنهم قالوا أيضاً أنه بهذا القرار يعلن تخليه عن مبدأ حرية التجارة التي تقضي بفتح الاسواق للتبادل التجاري دون أي عوائق.. اللجوء إلي المغالاة في فرض الرسوم علي الواردات في اطار تبنيه للسياسة الحمائية التجارية.. يعني إسقاط العمل بأهم مباديء اقتصاديات السوق.
تعقيباً علي هذا الاجراء يقول المنتجون الاوروبيين أنه يأتي تجسيداً لعجز المصانع الامريكية عن تقديم منتجاتها بأسعار منافسة سواء في الداخل الامريكي أو خارجه. ان ترامب يحاول بهذا القرار الذي يستعدي أقرب حلفائه وأصدقائه.. مواجهة العجز الضخم في الميزان التجاري الذي تعاني منه أمريكا ويقدر بـ ٨٠٠ مليار دولار.
من المؤكد أن تداعيات هذه الحرب التجارية بين أمريكا وأوروبا سوف تنعكس بالسالب علي العلاقات السياسية والعسكرية.. هذا التطور إن حدث فأنه سوف يؤدي إلي إفشال توجهات أمريكا السياسية.. التي تعتمد علي الدعم والمساندة الأوروبية. وفي تعليقه علي القرار قال وزير خارجية إيطاليا إن ما اتخذه ترامب ليس المسار الصحيح لعلاج المشاكل الذي يجب ان يتم بالحوار. اشار إلي أن الاتحاد الأوروبي سوف يبحث هذا الأمر في اجتماعه القادم وعلي اساس اتخاذ قرار مشترك من جانب دوله للرد علي قرار ترامب.
وفي المجال السياسي الذي يتسم بالتخبط جاء هذا الاعلان المفاجيء حول اجتماع ترامب برئيس كوريا الشمالية في مايو القادم. تأتي هذه الخطوة بعد الضجة التي أثارها الرئيس الامريكي بشأن عدائه وتهديداته لكوريا الشمالية. قد يكون التقارب الذي جري بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والذي عبّر عنه اللقاء الذي تم بين قيادتي البلدين قد أدي إلي هذا التغير في موقف ترامب.
هذا النهج في ادارة شئون الدولة الامريكية من جانب ترامب يشير إلي أنه يتعمد البحث عن المشاكل. أنه يؤكد في نفس الوقت أفتقاده لمشورة الخبراء المتخصصين.. اعتقاداً بأنه يفهم في كل شيء. لا عائد لهذا التوجه سوي توريط الدولة الامريكية في مزيد من التعاظم لمشاكلها.
لا يمكن الحديث عن انعكاسات هذا الفكر الأهوج الذي يسيطر علي ترامب دون النظر الي قراره بنقل السفارة الامريكية من تل أبيب الي القدس تزلفاً ونفاقاً للصهيونية العالمية. انه بهذا القرار اختار أن يضرب عرض الحائط بعلاقاته مع العرب والمسلمين وبالقوانين والمواثيق الدولية التي ترفض العدوان الاسرائيلي عليحقوق الفلسطينيين المشروعة.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف