الأهرام
اسامة الغزالى حرب
كلمات حرة .. محمد عبد العزيز!
أتحدث هنا عن محمد عبدالعزيز الطالب بكلية الهندسة، جامعة بنها، الذى قتله «طالبان» لم نعرف فى أى مدرسة أو أى مرحلة، قيل إن عمريهما 18 عاما ، وأنهما قتلاه طعنا بالسكاكين، للاستيلاء على المبلغ الذى كان محمد قد ادخره بمساعدة والدته، لشراء «لاب توب» مرتفع السعر كان محمد يحلم بشرائه! هذه الجريمة البشعة، بمثل ما هى تسبب لنا الألم والحسرة على ذلك الشاب النابه الذى كان كل همه أن يحصل على «لاب توب» حديث وجديد ...فإنها أيضا تدفع للتفكير فى هوية قاتليه، ولماذا فعلا ذلك؟ إنهما- كما ذكرت الأنباء، «طالبان»، أى انهما ليسا لصوص أو مجرمين محترفين.، فلو كانا كذلك لعرفنا حدود الواقعة كجريمة أو كحادثة سرقة بالإكراه, وقتل، ولكن الكارثة أنهما طالبان! و هنا فإن من حقنا بل من أوجب واجباتنا أن نتساءل عن ظروف هذين الطالبين التى جعلتهما يرتكبان هذه الجريمة البشعة، وإلى أى مدى يوجد «طلاب» مثلهما على استعداد لأن يرتكبوا جريمة مماثلة لقتل محمد عبد العزيز. إننى أعتقد أن تلك الجريمة تدفعنا لدراسة أسباب وظروف ظهور هذا النوع من المجرمين- الطلاب . إننى أسأل: هل ذهب هذان الطالبان إلى مدرسة؟ لا أظن ذلك على الإطلاق...إنهما نتاج العصر الذى شهد انهيار المدرسة واختفاءها من حياتنا لتحل محلها الدروس الخصوصية، و»السناتر» التى اختفت معها التربية التى يفترض أن تقترن بالتعليم! كيف نتصور أن حلقات الدروس الخصوصية ومحاضرات السناتر يمكن أن تسهم فى بلورة شخصية الطالب وكشف مواهبه وقدراته الخاصة أو تسهم فى غرس قيم الوطنية والحرية والعدالة والتعاون والعمل الجماعي. إنهما لم يدخلا مدارس ولم يعرفا حصصا للألعاب الرياضية والموسيقى والرسم والنشاط المدرسي. العودة إلى المدارس وإحياؤها وإعادة دوران عجلة النشاط المدرسى فيها...هى الضمان الوحيد لعدم تكرار جرائم مثل مقتل محمد عبد العزيز، الذى نعزى اليوم أمه و أباه وإخوته.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف