مرسى عطا الله
كل يوم .. الأسد والديمقراطية.. سؤال خبيث!
لست أخفي انحيازي الكامل لسوريا «الوطن والشعب والدولة» فهي في القلب والوجدان منذ تجربة الوحدة المصرية السورية عام 1958 وهي في العقل تبقي مخزونة في الذاكرة إلي أبد الآبدين منذ أن تشاركنا سويا في حرب أكتوبر عام 1973 .
إن ما يجري في سوريا مزعجا ومخيفا وداميا يحتاج إلي نظرة موضوعية عميقة خالية من أية حساسيات تطرحها أسئلة مريبة وخبيثة من نوع هل نحن مع نظام بشار الأسد أم مع حق الشعب السوري في الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان.. ومثل هذه الأسئلة المريبة والخبيثة هي أحد أهم عوامل صنع وتعقيد الأزمات منذ اندلاع موجات ما يسمي بالربيع العربي المشئوم من أجل نشر الفوضي وتغييب الاستقرار وهدم الدولة الوطنية وتسريح الجيوش النظامية.
ما يجري في سوريا وما تشهده من مجازر لابد أن يعزز من قناعتنا بأن وحدة التراب السوري مسألة ضرورية كمصلحة لمستقبل سوريا ومستقبل المنطقة بأسرها ومن ثم فإن مشاعر الألم التي يراد تصديرها لهز الأعصاب والتأثير في المواقف تحتاج إلي فهم موضوعي لمعطيات الأزمة السورية ودوافع التدخل الأجنبي السافر والمتواصل لتأجيج النيران وخلط الأوراق بين اتجاهات وآراء متعددة ومتصارعة وبما يجعل من الصعب تحديد الصواب من الخطأ مع أن ألف باء الذهاب إلي الحل يجب أن ينطلق من صحة اليقين بأنه لا قيمة ولا ضرورة لكل اللافتات المرفوعة أمام مصلحة سوريا وضمان استمرار وحدتها وعودة الاستقرار إلي ربوعها.
إن القلب يتمزق لاستمرار حالة العمي السياسي والفكري لدي بعض الفصائل السياسية السورية التي ارتضت لنفسها أن تكون في خدمة صراعات دولية عنيفة ومطامع لا حدود لها سمحت باستباحة التراب السوري إلي حد أن أردوغان نقل معركته مع الأكراد إلي منطقة عفرين السورية.. ويا حسرة علي سوريا ونكبة شعبها!
خير الكلام:
<< من لا يتحسب للغد تفاجئه الكوارث!