الجمهورية
صلاح عطية
تعمير سيناء .. وتعميق الانتماء
مصر تخوض حرباً علي كل الجبهات.. يخوضها جيش مصر الباسل. وشرطته من أجل الخلاص من الإرهاب الأسود. ومواجهة محاولات التآمر ضد مصر التي تُحاك ضدها. وتحاول شغلها من كل اتجاه.. ويخوض جيشنا الباسل هذه الحرب. دون أن تتأثر الأوضاع الداخلية في مصر بتبعات هذه الحرب.. فكل شيء يمشي طبيعياً.. ولا يكاد أحد يشعر بأننا في حالة حرب. إلا من البيانات التي تذاع.. لم تتأثر أي سلعة أو تختفي أو ترتفع أسعارها بل علي العكس انخفضت أسعار الكثير من السلع.. الدواجن علي سبيل المثال انخفض سعرها بشكل كبير.. واستطاعت المنافذ التي أنشأها الجيش أن تؤثر بشكل واضح علي أسعار باقي المنتجين.. الذين خدعوا الحكومة في فترة وطالبوا بإلغاء الاستيراد.. ووعدوا بتوفير الدواجن بأسعار مقبولة.. وإذا بهم يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه بعد أن استجابت الحكومة لهم وأوقفت استيراد الدواجن.. ولكن الأكشاك التي أنشأها الجيش وعربات التوزيع التي نشرها في كل مكان قضت علي أحلام الكثيرين من هؤلاء المنتجبن والتجار في الثراء الحرام علي حساب الكادحين.. والذين أقبلوا علي الدجاج المنخفض السعر. ولم يستمعوا إلي شائعات التجار والمنتجين الذين حاولوا تشويه سمعة هذا الدجاج معتدل السعر.. واتضح أنهم كاذبون.. نفس الشيء حدث مع اللحوم.. تكفلت أكشاك الجيش ومنافذ توزيعه وسياراته ببيع لحوم معتدلة الأسعار.. فحدت بذلك من أسعار اللحوم التي اضطر منتجوها وبائعوها لتخفيض أسعارها.. نفس الشيء سيحدث بإذن الله مع الأسماك عندما يخرج إنتاج المزارع إلي الأسواق. وكذلك الخضر والفواكه والمنتجات الزراعية عندما يبدأ طرح إنتاج مائة ألف صوبة افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخراً.. وهكذا نجحت سياسة الرئيس السيسي في زيادة الإنتاج لمواجهة جشع التجار والمنتجين وتوفير السلع الأساسية للمواطن مع كل وسائل الحماية. ومعاشات التكافل لمحدودي الدخل.. لهذا ونحن نحارب علي كل الجبهات لم تختف أي سلعة.. ولم تتأثر الحياة.. ولم يتأثر أي مشروع يجري تنفيذه في أي مكان.. فكل المشروعات القومية في كل أنحاء مصر تسابق الزمن للانتهاء منها.. ويجري العمل علي قدمي وساق.. ويصدق تماماً شعار: "يد تبني ويد تحمل السلاح".. وحتي في موقع المواجهة مع الإرهاب في سيناء وفرت الحكومة كل السلع لأهالينا في سيناء.. وأعلن الرئيس عن خطة تنمية سيناء التي لم تتوقف بسبب الحرب.. والتي تتكلف 275 مليار جنيه.. وهي كفيلة بجعل سيناء بإذن الله. منطقة جذب سكاني.. بعد أن تنتهي عملية اجتثاث الإرهاب من أرضها.. وتتفتح فيها شرايين جديدة للبناء والتعمير.. مع تعويض أهالي سيناء عن الأيام التي أضيروا فيها بسبب الإرهاب.. وفتح مجالات للرزق الحلال في عشرات ومئات المشروعات.. وإتاحة الفرص لشباب البدو للعمل في مشروعات صغيرة ومتوسطة بعيداً عن الأنشطة غير الشرعية التي جذبت فريقاً منهم للعمل في تجارة الأنفاق غير المشروعة وانغماسهم في باقي مفاسد الأنفاق.. لقد طالب الرئيس بمساندة عملية تنمية سيناء التي بدأت في عام 2014.. وستتصاعد وتيرتها بإذن الله مع الخلاص من الإرهاب وتطهير أرض سيناء الطاهرة من دنسه.. وعلينا أن نتوقع إسهام المواطنين جميعاً في تنمية سيناء.. سواء كانوا من رجال الأعمال.. أو من المواطنين العاديين.. أو حتي من الشباب والأطفال.. وأعتقد أن إسهامنا جميعاً في تنمية سيناء يجب أن يكون شرفاً لنا جميعاً نسعي إليه.. ومن هنا لابد من التفكير في وسيلة لشحذ همم الجميع للتبرع لصندوق "تحيا مصر" للإسهام في تنمية سيناء.. بل ويجب أن يكون فخر كل منا أنه ساهم في تنمية سيناء.. إن كل جندي ساهم في تحرير سيناء في الماضي أو الآن.. أو شهيد سالت دماؤه علي أرضها.. يحمل شرف التضحية من أجل سيناء.. وقد آن الأوان أيضاً لكي نشرك كل مصري في شرف تنمية وتعمير سيناء.. إن شهادة تحمل هذا المعني تعلق علي جدار بيت كل منا يجب أن يسعي إليها كل فرد في الوطن.. ولتكن هذه الشهادة ابتداءً من جنيه واحد.. لأي تلميذ صغير في المدرسة.. تحمل خريطة سيناء ومدنها ومعالمها.. واسم المتبرع.. يمكن أن تؤسس لولاء وانتماء منذ الصغر.. وتؤسس أيضاً لواجب علي كل منا أن يسعي إليه.. كما تؤسس لأداء ضريبة رد الجميل للوطن لمن أفاء عليهم الوطن من خيره من المقتدرين ورجال الأعمال.. ليسهم الجميع في الحفاظ علي سيناء وإعادتها إلي نسيج الوطن وإعادة توزيع خريطة مصر السكانية علي كل أرجائها. ودعم البعد الأمني والسياسي لسيناء. وهي في قلب الوطن.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف