في عام 1020 قبل الميلاد. أي منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام. تولي طالون- المعروف في التوراة باسم شاول أو شاؤول- حكم بني إسرائيل. وكان أول الملوك ونهاية عصر القضاة.. اختاره صموئيل آخر القضاة وقال لقومه إن الله فضله عليكم لما فيه من الكفاية والقدرة وما رزقه من مواهب الزعامة والرياسة. حكم طالون بني إسرائيل بشجاعة وقادهم إلي كثير من المعارك وكانت أشهر معركة له مع الفلسطينيين بقياة جوليات أو جليات والذي يسميه القرآن جالوت.
كان للفلسطينيين وقتئذ اليد العليا في القتال.. وكان بنو إسرائيل يقولون "لا طاقة لنا بجالوت وجنوده.. كان جالوت محارباً شديداً وعنيداً ورجلا عملاقاً طوله- حسبما ورد في التوراة- ثلاثة أمتار كان ينتصر علي كل من يبارزه. ما برز له شخص إلا رده جريحاً أو أراده قتيلاً.
بينما كان جيش بني إسرائيل يرتعد خوفاً من جالوت. برز وظهر فتي نحيل ولكن كان مع حداثة سنه وليونة عوده وضيء الطلعة شديد الذكاء متوقد الحماس. كان ذلك الفتي هو داوود عليه السلام وكان له ثلاثة أشقاء في جيش بني إسرائيل يزورهم حاملاً لهم الطعام وحينما رأي جالوت علي هذه الصورة طلب من طالوت أن يسمح له بمنازلة هذا العملاق.. رفض طالوت في بادئ الأمر نظراً لما بينهما من فوارق لكن داوود أصر كان جالوت مدججاً بالدروع والسيوف بينما كان سلاح داوود مقلاعاً بسيطاً جمع داوود خمسة حجارة ملساء "زلطات" وضع الحجر الأول في المقلاع ونزل إلي ساحة النزال وصوب الحجر الأول فاستقر في جبهة جالوت بين عينيه وكان المنطقة المكشوفة الوحيدة في جسمه. ثم عاجله بالحجر الثاني فخر جالوت صريعاً وعندما رأي الجنود قائدهم يسقط علي الأرض فروا هاربين وهتف بنو إسرائيل بالنصر وائتلفت قلوبهم علي محبة داوود الذي تزوج ابنة الملك طالوت. يقول القرآن في الآية 251 من سورة البقرة "وقتل داوود جالوت وآتاه الله الملك والحكمة وعلمه مما يشاء".
مقلاع داوود هذا استلهمته اسرائيل الصهيونية من التاريخ والدين واطلقته علي نظام صاروخي متطور قصير ومتوسط المدي لاعتراض صواريخ حزب الله وحماس التي يتراوح مداها بين 100 إلي200 كيلومتر وكذلك لإسقاط الطائرات التي تحلق علي ارتفاع منخفض ونظام مقلاع داوود يسد الفجوة بين نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ قصيرة المدي ونظام آرو لاعتراض الصواريخ بعيدة المدي.. طورت إسرائيل "مقلاع داوود" بالاشتراك مع الولايات المتحدة وآخر اختبار أجري عليه كان في يناير 2017 وحقق نجاحاً. وطبقاً لوزارة الدفاع الإسرائيلية فإن مقلاع داوود سيسمح لإسرائيل بالتعامل مع التهديدات بكفاءة عالية.
الآن وفي ظل التوتر القائم مع لبنان وسوريا تنشر إسرائيل مقلاع داوود مع قبابها الحديدية في كل أراضيها وتجربها في المناورات المتوالية مع أمريكا والأفضل للدولة العبرية أن تعيش في سلام ووئام واحترام مع جيرانها بدلاً من كل هذه الصواريخ.