سوريا الآن مطمع لعدد من الدول، والمشكلة أن مصالح هذه الدول متعارضة، مما يشير إلي أن أجل الصراع قد يطول. وهذه نظرة سريعة علي أطماع هذه الدول :
- أمريكا
أمريكا لا تريد أن تظهر روسيا بأنها هي التي قضت علي داعش وساندت سوريا للوصول لتسوية مع المعارضة، ولهذا فهي تسلح وتدرب فريقاً من المعارضين، لكي يكون لها وجود عند التسوية النهائية. كما أنها تريد إطالة مدة الصراع وإنهاك سوريا عسكريا واقتصادياً لأن هذا يصب في مصلحة إسرائيل. ولا ننسي موضوع الغاز، فسوريا طبقاً للدراسات الأمريكية ستكون من أكبر الدول المنتجة للغاز في شرق المتوسط، ولهذا فإنه كلما دمرت الحرب سوريا أكثر ضاع ثمن الغاز المكتشف علي إعادة الإعمار بدلاً من أن يكون مصدراً للرفاهية.
- إسرائيل
لا تختلف مصالح إسرائيل عن مصالح أمريكا، ويضاف إليها: أن وضع سوريا الحالي يحقق لإسرائيل وضعاً أفضل في الجولان، ويعطيها القدرة علي منع وصول أسلحة إيرانية إلي لبنان عبر سوريا.
- تركيا
تركيا لن تنسي ما فعله أكراد العراق حين أجروا استفتاء الاستقلال، وبناء علي هذا فهي لا تريد للأكراد السوريين بأن يحصلوا علي حكم ذاتي، أو أن يكونوا قوة مؤثرة علي حدودها بعد طرد داعش، لأن أي مكاسب يحققها الأكراد في سوريا ستكون دافعاً للأكراد الأتراك علي المطالبة بمزيد من المكاسب. ولهذا فلا بأس من إطالة أمد الصراع في سوريا.
- روسيا
لم تقم روسيا بما قامت به في سوريا لوجه الله، فلها أهدافها ومصالحها. وأول أهدافها أن تجد لها منفذا علي المتوسط كما هو الحال في قاعدة طرطوس، وأن تكون طرفاً مستقبلاً في أي موضوع يتعلق بالغاز، لأن غاز المتوسط سيكون بديلاً، أو منافساً للغاز الروسي، وإذا لم يكن بوسع روسيا أن تمنع هذا فهي تريد علي الأقل أن تكون شريكاً في شركات الغاز التي توجد بالمنطقة، كما أنها تريد أن تفوز بنصيب من كعكة إعمار سوريا.
- إيران
يعتقد البعض أن إيران تريد مساندة ودعم بشار الأسد بوصفه شيعياً، وهذا غير صحيح، المسألة ليست مذهبية، بل هي الأطماع السياسية في نشر النفوذ الإيراني. كما تطمع إيران في نصيب معقول من كعكة إعمار سوريا.
- قطر
قطر أيضاً تريد استمرار الصراع في سوريا لكي لا يكون هناك منافسون أقوياء لها في مجال الغاز.
اللهم رحمتك بسوريا الشقيقة.