الجمهورية
اللواء محمود زاهر
سياسة الإسلام لله
أود أن أشير بإختصار واقتضاب.. إلي أن الشعر المنثور يقلص الإسهاب.. ويخاطب الأفئدة والألباب.. ويعظم بأدب بيان الخطأ والصواب.. ويحدد بمقياس الأعمال حق قدر الثواب.. وكذا يؤكد إحقاق الردع والعقاب.. فدون احقاق الحقوق تهدر قيم الأداب.. ذلك لمن خطط وحدد أهداف الغاية وأصاب.. وأخذ بأسباب الحذر من الا يظل سبيل الفساد مفتح البواب.. وأقام علي كل باب بواب.. بل ونزع من فك كل فاسد الأنياب.. ذاك رشد من توكل علي المسبب وأخذ بالأسباب.. وذكر الله كثيرا وأناب.. فعمر بعدله كان مهاب.. وإبراهيم الذي كسر الأصنام كان أو اب.. ومحمد برحمته أسس سياسة حق الاستحباب.. وحق أمان الرحاب.. هذا لمن شاء ردع كل أنواع وصور وأشكال الاستلاب.. ولم يخدعه تخفي أهله بزخارف زينة الأتياب والثياب.. ذاك السياسي من محمود الأرباب.. والذي به تعمر الأرض بما ينفع الناس ويحبه التواب.. ذاك عند الله مقياس إصطفاء وعندنا مقياس إنتخاب.. ومن ليس له مقياس حق فهو مفسد وقد خاب.. ولا عتاب..
رغم إعجابي الشديد بما قام علي أرض كريمة القرآن مصر من إنجازات مبهرة.. وما يتم التخطيط لقيامه بإذن الله.. وسجودي لله سبحانه وتعالي حمدا وشكرا علي نعمة الأمان.. وفضل وفرة أسباب عزة وكرامة العيش والحياة.. وعدم غفلتي وخيانة نسياني لفضل جهد وإجتهاد قيادة بلدي السياسية بفضل الله.. إلا أنني بكثرة تفكري وبحثي الإجتهادي بسياسة القرآن الحكيمة منذ عام 1977.. أجد تفكري مشدودا إلي حكمة وإحكامات سبب إخبارنا قرآنيا.. بأن الله خلق السموات والأرض والجبال وما بينهم .. وفيهم من مقدرات في ستة أيام.. أي..¢ ستة آلاف سنة بحسابنا¢.. نعم ما السبب وهوالقادر علي خلقهم.. ¢بكن.. أو بلمح بالبصر".. وقد جعل من الماء كل شيء حي.. ثم إستوي علي العرش "عرش قدرته" يدبر الأمر.. نعم ما السبب ولماذا..؟؟
ثم.. بعد أن سوي السماوات سبع سماوات وجعل في كل سماء رزقها.. وأتي للأرض فدحاها وطحاها وسواها وكورها ومهدها وشق فيها الأنهار.. إلخ.. خلقنا من أديمها.. ثم جعل تكاثرنا زوجيا من ماء دافق.. إلخ.. هل كل هذا لنعبد ما شئنا من معبود .."وهو المعبود الحق".. وجعل تلك العبادة إختبارا إختيارا إبتلاء علميا.. إلخ.. ثم قدر الموت والبعث والحساب والجنة والنار.. إلخ.. لماذا وهو عالم الغيب والشهادة.. ويعلم السعداء أهل الجنة .. والأشقياء أهل النار.. إذن لماذا.. وما السبب في أن يجعل لكل من ذلك زمنا.. ولماذا لم يتعجل ما شاءه وقدره ويعلم مستقر نهايته .. هل هذا .." ليعلمنا أهمية الزمن في تفكرنا .. وتخطيط سياستنا وحتي أهمية وسطية زمن أي مسيرة لنا.. ووسطية زمن أي عملية إنشائية.. أي وسطية زمن إستراتيجية حياتنا السياسية ".. أي.. يعلمنا أن إحكام القدر الزمني هو في حد ذاته من .."حكمة الإنشاء" .. وعلم وتعليم أهمية وتأثير الإنشاء.. وأن ما بين سرعته وتباطؤه وسطية زمنية مطلوبة الإحكام.. وتلك هي ميزة الإنسان من دون ظاهر سرعة الجان.. وهل هذا أحد مكنونات حكمة قوله تعالي .."سيروا فانظروا".. كي يصبح الزمن المتاح للنظر .."للتفكر والتدبر والإعقال".. هو من حكمة العبادة وإستقرار يقينها.. من دون سرعة بلوغ هدف معين وإهدار ألف هدف في الطريق.. والعبادة سياسة.. وأهداف السياسة النمائية الأمنية من العبادة..
حينما أفكر في حال سرعة حركة مصر الإنشائية الأن وبما يمكن إستخلاصه مما سبق.. أجد أمرين ذات وقع واقع حقيقي.. أولهما هو أننا في حاجة لتلك السرعة الآنية وربما أكثر.. كي نعالج ما أصابنا من تخلف سابق الحكم والادارة منذ خمسينات القرن السابق وحتي الأن.. ثم مواكبة تقدم ما يحيط بنا دوليا واقليميا وردع استراتيجياته العدائية كي يأمن إستقرار ونماء تواجدنا.. وذاك أمر حتمي ورائع التنفيذ.. أما الأمر الثاني هو أن تلك السرعة لا يواكبها سرعة إستيعاب وعي شعبي وخاصة الطاقات الفتية منه.. والتي ستكون مسئولة فيما بعد عن حماية وصيانة وتطوير نمائية ما تم إنشاؤه من مشروعات عظيمة القدر.. وانجازها في زمن اعجازي.. وحينئذ.. صار من المحتم علينا جميعا إنشاء آلية مباشرة التأثير الكمي والنوعي والكيفي .."لعلاج تلك الفجوة".. التي تستغلها وتعمل علي تعميقها الإستراتيجيات العدائية لمصر .."آلية".. تدعم وتكمل المجهود الكبير والمحمود التي تقوم به وزارات الشباب والرياضة.. والتعليم .. والجامعات.. ووسائل الإعلام.. في إطار قيد المتاح لهم من امكانيات لا تكفي برأب ذاك الصدع بين الرأس والجسد..أي بين سرعة الانجاز الكمي والنوعي وقدره ووعي الاستيعاب لعظمة قدره..
بمساء يوم الإثنين الموافق 12/3/2018 وعلي الإعلام المرئي القومي "قناة النيل لايف" قد اقترحت مثالا تطبيقيا لما أشرنا إليه من آلية .. وهو تكثيف زيارات وندوات ومحاضرات .."أهل خبرة وانتماء وسعة صدر وثقافة المعارف ومكارم الأخلاق".. لطاقات مصر الفتية الذين ندعوهم بإسم .."الشباب".. مع التركيز علي جلاء وعي اعقالاتهم.. واستشعار أنفسهم.. بماهية قدر تلك الإنجازات القومية.. وربط ذلك بتواجدهم الذاتي ومسئوليتهم عنها بالمشاركة الإيجابية .."حاليا وفي المستقبل".. في مواجهة مخاطر وتهديدات الاستراتيجيات العدائية لأمن مصر القومي.. أي.. أمن تواجدهم كشركاء فاعلين ومسئولين اليوم وغدا.. وقد إقترحت مصاحبة الإعلام المرئي لتلك اللقاءات لدعم تعميق إحساس ومشاعر تلك الطاقات وأهميتهم القومية.. بالنقاش والحوار معهم ..
وإلي لقاء إن شاء الله
ملاحظة هامة
مشروع القطار المصري فائق السرعة لربط المتوسط بالأحمر .."تتجلي ماهية حضاريته".. بإرتباط رأسه بجسده كوحدة واحدة فائقة سرعة الإنجاز .. هكذا يجب أن يكون قطار مصر..
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف