** هل يضع بروتوكول التعاون بين المجلس الأعلي للإعلام واتحاد الكرة حدًا للفوضي التي تسود الوسط والإعلام الرياضي والتي تدني فيها الحوار والأفعال إلي مستويات غير مسبوقة ولا تتفق لا مع أخلاقيات المصريين ولا مع ما تهدف إليه الرياضة؟!
لم يعد المشهد الرياضي يسر أحدًا.. فالشتائم والسباب وإلقاء الاتهامات بالفساد والتجاوز الإداري وصلت إلي مستوي لا يمكن السكوت عليه لأن ما يحدث بين القيادات الرياضية والإعلاميين في هذا المجال علي الهواء يدخل كل البيوت.. والغريب أن هناك من برامج التحليل ما يساعد علي إذكاء روح التعصب ويصب الزيت علي النيران المشتعلة جريًا وراء الإعلانات وتحقيق نسب مشاهدة مرتفعة!!
كان من الطبيعي جدًا أن تنتقل هذه الأخلاقيات المنفلتة من الإعلاميين ورؤساء الأندية واللاعبين والمدربين لتصل إلي الجماهير وتصبح النتيجة ما رأيناه في ملاعبنا وشوارعنا من تعصب وتشجيع خارج عن الذوق واللياقة.. وتكوين جماعات من "الألتراس" لا تجد من يروضها أن يهذب أخلاقها ويضبط أداءها!!
الأهم من ذلك.. انه في دولة تبني نفسها وتحتاج إلي جهد كل مواطن.. وإلي كل قرش لإنفاقه علي المشروعات القومية لإنهاء معاناة شعبها وتنمية اقتصادها فإن الأندية تتنافس في إهدار الملايين من الجنيهات.. وبلغ الإسراف مداه في شراء وبيع اللاعبين والتعاقد معهم ومع المدربين.. فماذا يمكن أن نتوقع من رب أسرة يعمل طوال 24 ساعة في اليوم ليجري "علي رزق عياله" وبالكاد يوفر لهم لقمة العيش ثم يجلس أمام التليفزيون آخر الليل ليسمع أن لاعبًا محليًا لم يتجاوز 22 عامًا دفع فيه أحد الأندية 40 مليون جنيه.. وماذا تريدون أن تكون نفسية أي شاب عاطل عن العمل بعد تخرجه في الجامعة وهو يسمع عن تلك الأرقام الفلكية أو عن التجديد بعقد فلكي لأحد المدربين بـ 15 مليون جنيه في العام.. هل هذه المبالغ تتفق مع الحالة الاقتصادية للبلد؟!
أصبح التعاقد مع اللاعبين الأجانب بالثلاثة والأربعة لكل ناد.. وهناك خناقات دائمة علي النجوم بين الأندية.. مع أن الدوري محسوم مسبقًا حيث يذهب الدرع عدة سنوات للأهلي ومرة كل كام سنة للزمالك.. وأخري كل كام عقد من الزمان لأي فريق آخر.. فلماذا كل هذه "الزيطة"؟!
يحتاج الأمر إلي تنظيم وإلي ضبط المشهد وإلي العودة إلي القيمة الحقيقية للرياضة التي تهدف لبناء الإنسان بدنيًا ونفسيًا والتشجيع علي المنافسة الشريفة والأخلاق التي تقوم علي أساس اللعب النظيف وبذل الجهد والعرق وأداء الواجب المطلوب أما الفوز والخسارة فهو من توفيق الله وقد تتخلي عن إحراز الهدف أو الكأس في سبيل إنقاذ المنافس وعدم تعرضه للإيذاء.. هل تذكرون ما فعله البطل محمد رشوان في أوليمبياد عام 1984 عندما لم يستغل ضعف خصمه الياباني بطل العالم في الجودو وقتها ولكنه كان مصابا ففضل ابن مصر أن يحصل علي الميدالية الفضية بدلا من الذهبية التي ستجئ له لأنه انتهز فرصة رخيصة.. عندها احترمه العالم كله وعرف انه من دولة ذات حضارة تعرف الأخلاق الرياضية قبل المكسب.. وكرمته العديد من الدول وربح نفسه قبل أي شيء آخر.. هذه هي الرياضة؟!!
إقالة وزير خارجية بـ "تغريدة" !!
** دخلنا عصر "الإقالة الإلكترونية" للوزراء وكبار المسئولين.. بعد أن قام الرئيس دونالد ترامب بإقالة وزير خارجيته "ريكس تيلرسون" دون أن يخبره أو يرسل إليه من يشكره علي فترة توليه المسئولية.. بل ان الرجل لم يعرف بالقرار إلا من "تغريدة" علي حساب ترامب الشخصي علي "تويتر". كما أعلن ذلك نائب وزير الخارجية الأمريكي للشئون الدبلوماسية!!
لم يستمتع الملياردير تيلرسون الذي كان رئيسا لأكبر شركة بترول في العالم بمنصبه في الإدارة الأمريكية أكثر من عام.. وتم استبداله بملياردير آخر هو رئيس جهاز المخابرات "مايك بومبيو" الذي يمتلك شركتين إحداهما لقطع غيار الطائرات والثانية للإمدادات البترولية.. وهو من صقور الجمهوريين المشهور عنهم العداء للمسلمين.. كما انه غير مهتم بحقوق الإنسان وكان من أكبر المؤيدين للانتهاكات في سجن "جوانتينامو".. ويجاهر ضرورة تحجيم دور الرئيس الروسي بوتين لأنه خطر علي بلاده ويرفض الاتفاق النووي الإيراني إلا أنه متحمس لإجراء مباحثات مع كوريا الشمالية ويرفض أن تصل الأمور معها إلي الحرب مفضلا الحل السياسي.. ويبدو أن النقاط الثلاث الأخيرة هي التي أطاحت بـ "تليرسون" حيث أعلن ترامب أن هناك خلافا معه حول الاتفاق الإيراني وانه يريد فريقا مختلفا أثناء المفاوضات مع كوريا الشمالية والمقرر إجراؤها في مايو المقبل.
المهم انه لأول مرة تتولي سيدة رئاسة أكبر جهاز مخابرات في العالم.. وهي "جيناهاسيل" نائبة "بومبيو" التي كانت من المسئولين عن السجون السرية التي تديرها وكالة الـ "سي.آي.إيه" في مختلف أنحاء العالم ويمارس فيها أبشع أنواع التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان والتي أطلقوا عليها "الحفر السوداء".. فماذا سيكون في جعبة هذه المرأة من حيل وفنون في الجاسوسية لم يأت بها الرجال خاصة وأن الألاعيب القديمة تتسبب في خلافات وأزمات دبلوماسية بين الدول كما يحدث الآن حيث تتهم بريطانيا الحكومة الروسية بأنها قامت بتسميم "جاسوس مزدوج" وابنته وهما روسيان يعيشان في مدينة إنجليزية وأن العملية تمت باستخدام "غاز أعصاب" وقد نفت روسيا لأن مثل هذه الأساليب باتت عتيقة ويمكن اكتشافها بسهولة!!
هل ستكون لدي بنات حواء تقنيات مبتكرة للقتل والتعذيب وتجنيد العملاء والجواسيس والحصول علي المعلومات السرية؟
الأهم.. هل ستحمل الأيام القادمة "إقالات إلكترونية" لمسئولين عن طريق "التويتات والتغريدات" بعد أن بدل ترامب قرابة ثلث إدارته والعاملين معه خلال أول عام لدخوله البيت الأبيض وجلوسه في المكتب البيضاوي؟!
طقاطيق
** تقوم الأجهزة الرقابية بمكافحة الفساد.. وكل فترة نقرأ عن قضية سقط فيها أحد كبار المسئولين.. ولكن الأهم أننا في حاجة إلي منظومة إدارية تأخرت كثيرا.. لأن فساد صغار الموظفين هو الذي يعرقل العمل في المصالح والهيئات والشركات الحكومية.. فهم يكبلون الناس باللوائح والروتين والبيروقراطية بخلاف "تفتيح المخ".. ألم يأن بعد أوان ثورة إدارية حقيقية؟!
* * *
** ضرب الرئيس الأمريكي عرض الحائط بقوانين الاقتصاد الحر وأساسيات الرأسمالية.. وأصاب منظمة التجارة الدولية وقواعد العولمة في مقتل.. عندما قرر فرض جمارك ورسوم لحماية الحديد الصلب والألومنيوم وذلك لأنه يبحث عن مصالح وحقوق رجال الصناعة الأمريكان.. ولا يهمه أن يذهب إلي الجحيم الأصدقاء في كندا والمكسيك ولا الحلفاء في أوروبا.. وطبعًا لن ينظر إلي روسيا وأوكرانيا والصين بل انه يقول مرحبا بالحرب التجارية معها لأن أمريكا سكتسبها.. فمتي ندافع عن إغراق أسواقنا بمنتجات مستوردة لها مثيل محلي.. وماذا سيقول الذين يرفضون أي قرار لمصلحة الصناعة الوطنية وحمايتها؟!
* * *
** الأهلي "هايص" يحتفل بحصوله علي بطولة الدوري للمرة الأربعين.. والتجديد لأحمد فتحي وعبدالله السعيد.. والزمالك "لايص" ومحاصر لا يستطيع التصرف في أمواله وضاعت منه صفقة القرن وينتظر المزيد من الصفقات.. فهل يا تري السبب في استقرار الإدارة أم في العند وعدم الرضوخ لاختيارات الجمعية العمومية.. أم للتدخل المتأخر والمرتعش لوزير الرياضة.. أم في وجود "المستشارين" مرتضي في القلعة البيضاء وتركي آل الشيخ مع الشياطين الحمر؟!