بالفعل.. وقف الخلق ـ فى كل الدنيا ـ ينظرون جميعا كيف تبنى مصر قواعد المجد، وتخوض حربا شرسة ضد الإرهاب وفى الوقت نفسه تنفذ خطة طموحا للتنمية الحضارية الشاملة مستهدفة ترقية الإنسان والمكان، وأيضا ترمم أركان العدالة الاجتماعية.. وتمارس دورها الفاعل عربيا وإفريقيا وإقليميا ودوليا. ووسط هذا كله تحرص على ممارسة الديمقراطية. وقد رفضت تأجيل الانتخابات الرئاسية عن موعدها، وذلك ثقة فى هذا الشعب العظيم الذى قد يبدو هادئاً طبعا.. وهو بالفعل كذلك، غير أنه فى اللحظة المناسبة يهب وينتفض دفاعاً عن الحياة والمصير وحماية مصر وشخصيتها الأصيلة.. وإننى على يقين ـ ثقة فى الشعب المصرى العظيم ـ أن الإقبال على الانتخابات هذه المرة سوف يكون مكثفا وبنسبة أكبر مما سبق لأن كل مصرية وكل مصري، على مستوى الحدث والمسئولية إدراكاً للظرف الحالى الذى تمر به البلاد. وإذا كانت عملية الانتخاب ستبدأ اليوم فى الخارج وعلى مدى ثلاثة أيام، فإنه من حسن الحظ أن الأيام تتوافق مع أيام العطلات الأسبوعية فى الدول المختلفة ـ حسب نظام كل دولة ـ ومن المؤكد أن هذا سيعمل على تيسير المهمة أمام كل مصرى موجود فى الخارج للإدلاء بصوته سواء كان يعمل فى الدولة الموجود بها أو يدرس أو يعالج أو كان سائحا.. فالمهم أن تكون معه بطاقة الرقم القومي.
ويا أيها المصرى سواء فى الخارج أو الداخل ـ إنك إذا لم تمارس حقك الدستورى وتعزف عن المشاركة فى إدارة المجتمع.. فكيف تستطيع بعد هذا أن تطالب بحقوقك الأخرى ؟
ان مقاطعة الانتخابات ـ كما قلنا فى مقال منذ أسبوعين ـ خيانة وطنية لأنها تعنى الاستجابة للتنظيم الدولى المعادى لمصر والعروبة، الذى يضم الدول المعادية والفلول التى تبحث عن المال وتعيش بالوهم.. والذى يعمل لهدم الدولة ومحاولة تركيعها. لذلك ينبغى الحرص على التصويت أيا كان رأى الناخب. ولعله من المفيد أن أذكر هنا ما قاله لى سائق التاكسى مصطفى وهو خريج تجارة يكافح حتى يعمل فى المهنة ـ المناسبة ـ فقد كنت أناقشه فى أحوال الدنيا عندما ذكر ليّ أنه يعرف سيدة ربما تجاوزت السبعين من عمرها ـ ولا تغادر بيتها إلا مرة كل شهر لتصرف معاشها.
ومن يومين ركبت معه لتذهب إلى مهمتها الشهرية كالمعتاد . وخلال «الدردشة بينهما سألته عما إذا كان سيذهب ليدلى بصوته، ولما تأخر فى الإجابة، فوجئ بها وقد احتد صوتها لتقول له إنه يجب أن يذهب ومن الأفضل أن يصحب معه بعض أصدقائه أو جيرانه فى التاكسى ليدلوا جميعاً بأصواتهم فان ذهابهم يعنى الكثير بالنسبة للبلد الذى ينتمون إليه ويتنفسون هواءه. وأخذت السيدة العجوز ـ يحكى ليّ مصطفى تعدد له أهمية ذلك.. وتتحدث إليه عن الإنجازات التى تمت خلال السنوات الأربع السابقة وعن المستقبل المشرق الذى ينتظر مصر. وقالت له : «إننى يا ابنى لن أستفيد من هذا المستقبل لكنك أنت وأبناءك ستستفيدون.. فلماذا إذن تقصرون ؟!وقال لى السائق ان السيدة لم تتركه إلا بعد أن أقسم لها أنه سيفعل. وسكت مصطفى ليسألنى : أليس هذا غريبا ؟
قلت له : لا.. إنه ليس غريباً.. فهذه السيدة ـ باركها الله ـ هى المصرية الحقيقية.. نموذج للشخصية المصرية ـ التى تفهم وتدرك.. أكثر بكثير من بعض أصحاب الياقات البيضاء.. والذين يدعون المعرفة!
وبعد ـ صديقى المواطن المصرى سواء كنت خارج أو .. داخل الوطن.. أرجو العلم بأن الخلق جميعا.. ينظرون إليك باهتمام.. وبالطبع ـ وأنا على ثقة من هذا ـ فإنك ستقوم بواجبك وتمارس حقك الدستوري.. دفاعاً عن الحياة.. حبا فى مصر..