الجمهورية
بسيونى الحلوانى
لوجه الله پالجيزة تستغيث من الإهمال والعشوائية !!
كل من عاش في مدينة الجيزة وعاصرها في عهد عدد من المحافظين السابقين خاصة محافظ الجيزة التاريخي المرحوم "عمر عبدالآخر" يتحسر علي ما آل إليه أمر هذه المدينة التي كانت "نظيفة وجميلة" وتقاوم العشوائية والفوضي وكانت العديد من شوارعها وميادينها لوحات حضارية جميلة تستقبل ضيوف مصر من كل بلاد العالم وكانوا يسجلون زياراتهم بالتقاط صور لهم في العديد من شوارع المدينة بما فيها الشوارع والمناطق الشعبية.
جولة واحدة الآن في شوارع مدينة الجيزة خاصة المناطق الحضارية وفي مقدمتها منطقة الهرم تكفي لكي تعلم: لماذا أصبحت هذه المناطق التي كانت جاذبة للسكان من كل الفئات طاردة لهم فالشوارع الرئيسة والفرعية أصبحت هدفا للتكاتك ومستودعا لمخلفات المباني وأسواقا مفتوحة للمواشي والأغنام. ومن سلمت من هذه الفوضي والعشوائية امتد إليها الإهمال فامتلأت بالحفر والمطبات الطبيعية والصناعية فضلا عن إشغالات الطرق والاعتداءات الصارخة عليها من قبل اصحاب المحلات والباعة الجائلين وذلك تحت سمع وبصر رؤساء وموظفي الأحياء.
كلفت لفترة بمتابعة أخبار وأنشطة محافظة الجيزة لـ "الجمهورية" خلال فترة المحافظ عمر عبدالآخر وأثناء دخولنا معه يوما قاعة اجتماعات المجلس التنفيذي وجد عود زرع في الطرقة المؤدية للقاعة تتراكم عليه بعض الأتربة فتوقف وسأل: أين رئيس هيئة النظافة؟ وكان يسير خلفه فحضر علي الفور فطلب منه المحافظ تنظيف عود الزرع بنفسه والآن!! ووقف المحافظ ويحيطه العشرات من كبار المسئولين بالمحافظة ومعهم العديد من الصحفيين ينظرون الي رئيس هيئة النظافة -وكان إنسانا خلوقا ومحترما- وهو ينظف عود الزرع مستعينا بما في جيبه من مناديل ورقية.. وعندما انتهي نظر المحافظ الي جميع المسئولين وقال: هذه رسالة للجميع.. من يقصر في أداء واجباته الوظيفية سيلقي كثيرا من هذه المواقف.. إذا كان هذا هو حال النظافة في مبني المحافظة وفي مكان يسير فيه المحافظ.. فما هو حالها في الشوارع والميادين التي تكتظ بالسكان؟!
****
كلما تجولت بسيارتي أو سيرا علي الأقدام في شوارع الجيزة الرئيسة والفرعية أصابني اليأس والإحباط من سوء حالة الشوارع وما تعج به من فوضي وتعاني من إهمال. وتحسرت علي الأيام الخوالي التي كان لمحافظ الجيزة جولة يومية في شوارعها -الحضارية والشعبية معا- ومعه كبار المسئولين ليصدر لهم التكليفات التي تنفذ فورا ويستبدل من يراه متراخيا وكسولا ولا يتابع مهامه بكفاءة ولذلك كانت الجيزة رغم ضعف الموارد في تلك الفترة مدينة جميلة يسودها النظام والانضباط الاداري الي حد كبير وكان القانون يطبق علي الجميع وكانت حملات إزالة المباني والمنشآت المخالفة والإشغالات لا تتوقف وكان يقود بعضها المحافظ بنفسه.. لكن للأسف تحولت تلك الوقائع والمشاهد وجولات المحافظ ومعه كبار المسئولين الي ذكري لتعيش الجيزة أسوأ فترات تاريخها وتستغيث هي وسكانها من الإهمال والفوضي الذي يشمل كل قطاعاتها ويعود بها الي الوراء ويحولها الي محافظة عشوائية.
في منطقة الهرم شارع رئيسي يرتاده يوميا عشرات الآلاف من المواطنين يحمل اسم الزعيم الراحل"أنور السادات"-ترسا سابقا- وتسير فيه كل المركبات ويزدحم بالمدارس والمنشآت الحكومية والخدمية وقد بدأ الحفر به لتوصيل مرافق جديدة منذ اكثر من عامين.. ثم تركته المحافظة "خرابة" منذ أكثر من عام ليحطم كل المركبات التي تسير فيه ويوزع الأتربة علي بيوت المواطنين المنحوسين الذين كان قدرهم السكن في هذا الشارع الذي يعج بكل صور الفوضي ويجسد حالة غريبة للتراخي والإهمال الذي وصل إليه مسئولو محافظة الجيزة.
پترعة المريوطية بالهرم.. مثال صارخ للفوضي والعشوائية والتلوث القاتل.. فهذا المجري المائي المهم الذي تروي منه مئات الأفدنة المنزرعة بالخضروات التي يأكل منها أهالي منطقة الهرم يمتليء بجثث الحيوانات النافقة وأكوام الزبالة الطافية فوق المياه.. وهذا المشهد المؤسف موجود في العديد من المجاري المائية التي تتخلل مدينة الجيزة وتحيط بها والمسئولية هنا لا تقع علي وزارة الري وحدها ولكنها مسئولية المحافظة التي تركت هذه المناطق بلا جهود نظافة مناسبة تحمي المجاري المائية من عبث بعض المواطنين وتطبق عليهم القانون.پپپپپپپپپپپپپپپپپپپپپپپ
لم تكن الجيزة أبدا بهذا القبح الذي يكسو وجهها الآن. فالزبالة في كل مكان وأكوام الأتربة ومخلفات المباني تستقبلك في شوارع ومناطق حيوية بالمدينةپولا أثر أو فاعلية لموظفي الأحياء وفي ظل هذا الإهمال تمادي الفوضويون من المواطنين في إلقاء القمامة ومخلفات المباني وسط الشوارع لغياب من يطبق عليهم القانون..
فهل يتحرك أحد لإنقاذ الجيزة من هذا الإهمال قبل أن تتحول الي مدينة عشوائية يضربها الإهمال وتعج بها الفوضي؟!پپپپپپپپپپپپپپپپپپپپپ
علي المحافظ أن يعلم أن شوارع الجيزة أصبحت مسرحاً مفتوحاً لكل مظاهر الفوضي والعشوائية ولم تعد الزبالة والأتربة وحدها هي التي تلوث الشوارع بل إشغالات الطريق عن طريق أصحاب المحلات التجارية والباعة الجائلين الذين حولوا الشوارع إلي ساحات تمارس فيها كل صور الفوضي.
علي المسئولين في المحافظة أن يعترفوا بأن العشوائية تسود شوارع وأحياء المدينة الحضارية والشعبية دون استثناء والمباني المخالفة ترتفع يومياً في كل مناطق الجيزة تحت سمع وبصر المسئولين بالمحافظة.. والمحلات التجارية غير المرخصة تعمل صباح مساء دون أن تتحرك الأجهزة المسئولة لمحاسبة أصحابها والمقاهي العشوائية تغزو كل شوارع الجيزة ويستولي أصحابها علي الطريق العام والأرصفة. وتصدر عن روادها وأصحابها كل صور الانحطاط السلوكي وتتلقي المحافظة كل يوم عشرات الاستغاثات من السكان دون أن يتحرك مسئول حي واحد لإغلاق مقهي عشوائي غير مرخص وتصدر من أصحابه أو رواده مخالفات سلوكية أو أخلاقية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف