الأخبار
كرم جبر
سر الإقبال العظيم
دموع أمهات وزوجات الشهداء في احتفالات القوات المسلحة بيوم الشهيد، كانت الوقود الذي أشعل همة المصريين في الخارج، ليحتشدوا للتصويت في الانتخابات الرئاسية، في يوم الوفاء العظيم، موجهين رسالة حاسمة لكل من يتآمر علي مصر، بأن شعبها يقدر تضحياتكم، ويعرف جيداً أنكم قدمتم أرواحكم، لتعيش مصر حرة كريمة، مرفوعة الرأس بين الأمم.
تحولت الدموع إلي طاقات إيجابية، ألهمت الهمم والعزيمة، لترد لهم الجميل، وهم أحياء عند ربهم يرزقون، وترفرف أرواحهم الطاهرة فوق الجموع، التي حملت أعلام مصر، وغنت لها وعزفت أنشودة الفخر والعزة، إنه يوم رد الجميل لكل أم وزوجة وابن وابنة، فقدوا أعز الناس، ولكنهم تُوجوا بالفخر والكبرياء.
راهنوا علي المقاطعة، فتحولت إلي مشاركة، إحساساً بالواجب الوطني، الذي يحتم التلاحم والاصطفاف، حتي تنتصر إرادة الحياة علي أعداء الحياة، فلم يذهب المصريون ليختاروا رئيساً، بقدر ما احتشدوا لنصرة وطن، ظن أعداؤه أن دعايتهم المسمومة سوف تنال منه، فانقلب الشر علي أهل الشر، وامتد الحشد طويلاً أمام اللجان في ملحمة حب ووفاء.
أثبت المصريون أن الغربة بالجسد، لا تحول دون التقاء الأرواح والمشاعر والتواصل مع وطنهم الطيب، فخسر من راهن علي عزوفهم، وصُدم من يعيشون عالماً من الخيال والأوهام، صنعوه بأنفسهم، وحبسوا أنفسهم خلف قضبانه الصدأة، وتحولت دموع أهالي الشهداء إلي نار حامية، تحرق أحلام الشياطين، وترد كيدهم إلي نحورهم.
ما أجمل صورة المصريات المغتربات، وهن يزين صدورهن بأعلام مصر، ويهتفون باسمها ونشيدها، فالوطن عند المرأة المصرية هو البيت الصغير والكبير، ترعاه ولا تفرط فيه، ولا تسمح لأي متآمر أن يعبث بأمنه واستقراره، وإذا خرجت المرأة فهي الأم والأخت والابنة والزوجة، والعمود الفقري الذي تُشيد عليه البيوت والأوطان، وإذا كانت الأعمدة قوية، كان البناء كله مستقراً وآمناً.
عادت روح 30 يونيو في صورة مصغرة، لتكتمل الصورة الكبيرة أمام 26 و27 و28 مارس الجاري، حين يخرج ملايين المصريين ليستكملوا مسيرة الوفاء، بعد أن قدم أهل الخارج ملحمة الإلهام واستعادة الروح واستنهاض العزيمة، ونتباهي أمام الدنيا بأن مصر لها شعب تُصقله المحن، ولا تعصف به المكائد، وحين يشعر بالخطر، يلبي نداء الوطن.
مخطئ من يتصور أن المصريين الذين خرجوا كالأسود في 30 يونيو يستردون وطنهم من أنياب وأظافر الإرهاب، يمكن أن يفرطوا فيه أو يتأخروا عنه، ومهما حاول المتآمرون أن يتكالبوا عليه، أو ينالوا منه، فلدي المصريين حاسة كشف الخداع والكذب، وفي يقينهم أن الجماعة الإرهابية التي تبث سمومها ويعلو نباحها، لم تكن يوماً حريصة علي وطن أو شعب، ولكنها أرادت فقط، أن تسطو علي إرادتهم وتعتقل مصيرهم.
شكراً للمصريين في الخارج، لأنهم أدخلوا الفرحة علي مصر كلها، وأن أبناءها الأوفياء، هم سندها ودعمها رغم الغربة، وتغلبوا علي الظروف الصعبة في التنقل من أماكن إقامتهم حتي مقار اللجان، واكتست عيونهم بالفرحة، والإحساس بأن مصر هي وطنهم، الذي لا ينشغلون عنه أبداً، مهما باعدت بينهم المسافات.
شكراً لهم، لأنهم بعثوا فينا العزيمة وألهبوا الحماس، وقالوا لنا »الدور عليكم»‬ لتتحول الانتخابات إلي عرس يباهون به الشعوب الأخري، ويفخرون بأن مصر التي تآمر البعض عليها وأرادوا هدمها، تقف علي قدميها قوية صلبة، وترسم طريقها نحو المستقبل بإصرار وجلد، ولدي شعبها تحد كبير علي المضي نحو المستقبل، مهما كانت التحديات.
شكراً لكم.. لأن المتآمرين كانوا يحلمون بلجان خاوية، تعبث فيها كاميراتهم كالكلاب المسعورة، فأخرستهم أصواتكم وأغانيكم الوطنية الجميلة، وأصيبوا بسكتة تآمرية، وبدأوا يعيدون حساباتهم للهجوم بموجة جديدة من الشائعات المغرضة، وهذا أمر لا يهمنا ولا نشغل به بالنا، منشغلون فقط باستمرار مسيرة الوفاء.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف