أنور عبد اللطيف
استدعاء السفير البريطانى.. والسبب محمد صلاح
نعم من حقى كمواطن مصرى أن أبلغ السفير البريطانى جون كاسن قلقى على نجمنا العالمى محمد صلاح فى عاصمة الضباب، وخاصة بعد انفراده بلقب هداف الدورى الانجليزى بـ 28 هدفا متجاوزا منافسه هارى كين نجم توتنهام بأربعة أهداف كاملة، وغيره من نجوم أندية متنافسة فى الدورى الإنجليزى والبطولات الأوروبية، وزيادة عدد المتضررين من بزوغ نجمه، رغم احترامى الشديد لروح الزمالة والأخوة التى تجمع صلاح بزملائه فى فريق ليفربول وروح المنافسة الشريفة التى صارت تتميز بها منافسات الدورى الإنجليزى. نعم من حقى أن أستدعى السفير جون كاسن خاصة بعد أن صرت من مشجعى فريق ليفربول بجنون.
من حقى أقول لـ «المندوب السامى» قصتى مع صلاح منذ التقطه بازل السويسرى من بين ملايين المواهب الصغيرة فى بلادى وكشف إمكاناته، ثم باعه إلى تشيلسى حين كان مورينيو يبحث عن لاعب سريع يجيد التهديف من الوضع طائرا، ولأن مورينيو لا يفكر إلا فى نفسه ونجوميته مجرد أن وجد بديلا أفضل وافق على إعارة صلاح فخسر تشجيعى، فانتقلتُ مع صلاح لتشجيع فيورنتينا الإيطالى ومدربه مونتيلا الذى زرع فى صلاح النزوع الى السرعة وحسن استغلال الهجمات المرتدة فأحرز عدة أهداف منها هدفه الشهير على اليوفنتوس، ثم انتقلت مع صلاح إلى روما، حيث الكرة الجماعية وأعطاه سباليتى حرية الحركة من الشمال إلى اليمين ورأس الحربة، ولولا هذه المهارات مادفع فيه ليفربول مبلغ الـ 35 مليون جنيه استرلينى، والتى بسببها انتقلتُ معه إلى تشجيع «الريدز» وبقدر ما أعطى لصلاح و«صنفر» مواهبه وكشف عن قدراته بقدر ما أخذ منه واستفاد الدورى الانجليزى الملايين من حب وتعاطف المصريين، وهكذا صار «صلاح الريدز» بفضل تعاون وحب زملائه يجيد استلام الكرة والمراوغة والتهديف تحت ضغط ووسط رقابة لصيقة من واحد واثنين وثلاثة، فصار هداف الدورى الانجليزى بـ 28 هدفا فى موسم واحد حتى الآن، وأقول مع كل احترامى إن «مورجان كلوب» اكتشف هذه الموهبة ولكن بعد مدرب مصرى موهوب اسمه محمد رضوان، وأهيب بكم يا سيد جون ليس بصفتكم الدبلوماسية ولكن بصفتكم زميلا لى فى تشجيع ليفربول، وأيضا لأن صلاح بالنسبة لمواطنى بلادى ثروة قومية وصار أملنا هو وزملاؤه ـ أعضاء المنتخب القومى المصرى ـ فى المنافسة القوية بمونديال روسيا 2018!
سبب آخر يجعلنى أطلب ضمانات أكيدة من جلالة الملكة لحماية صلاح أنكم تمثلون دولة نعتبرها أم الرأسمالية العالمية التى تمجد الفرد، وتعلى من قيمة الاحتراف والمهارات والفروق الفردية للبشر، وصلاح نموذج عملى للاحتراف الصحيح القائم على القواعد والأصول، ونظرة عابرة على آخر فصول الاحتراف العشوائى عندنا تبين لماذا نشعر بالخوف والقلق حتى تكتمل على خير تجربة احتراف صلاح مع كل الأمل، ففضيحة احتراف عبد الله السعيد تكشف أن الاحتراف فى نظر حيتان الأندية الكبيرة صار مثل موسم صيد الكابوريا ليس لها مواسم للتكاثر ولا موسم للهجرة ولا قواعد ولا ضوابط ولا قانون، وأصبحت سوق اللاعبين حكرا على من لديه المركب والفلوس والقدرة على صناعة الأحبال والشباك، ولا تتم عملية صيد الكابوريا عندنا لحاجة الفريق ولكن غالبا لتفريغ الفرق المنافسة ومنعها من القدرة على الصمود، ولأنى أعرف أنكم تتبعون دبلوماسية شعبية فى المحروسة أحسدكم عليها وتدسون أنفكم فى أحشائها بين الموالد والمساجد والمقابر وجلسات السحر وزيارة الأضرحة، ولن تعجز عن معرفة أن السبب فى فضائح الاحتراف والتعصب عندنا هو التقليد الأعمى لما كان سائدا عندكم منذ عقود طويلة خلت وستجدونه دائما مرتبطا بعصابات الصيد السرى الجائر على حقوق الغير ولو كان الاحتراف تجارة مشروعة لصار علنيا، ميراث طويل من الكيد بدأ بقنبلة انتقال حسام وإبراهيم إلى نادى الزمالك ثم محاولة خطف حسنى عبد ربه لولا الكفن الذى حمله جماهير الاسماعيلى، مرورا بأزمة ناجي جدو آخر فصول هذه المؤامرة هدفها قتل حق الأهلى فى موهبة لاعب اسمه عبد الله السعيد!
بقى أمر مهم جدا ياسعادة المندوب السامى، يجعلنى أشعر بالقلق على سلامة محمد صلاح عندكم الذى صار له عشاق وحساد أيضا وأصحاب مصلحة فى تعطيله، هو ما حدث للفتاة المصرية مريم مصطفى عبد السلام التى تم الاعتداء عليها من قبل عشر فتيات فى شوارع لندن، ثم تواصل الاعتداء فى الأتوبيس دون مغيث، وفى المستشفى تعرضت لإهمال شبه متعمد، وحتى الآن لم نجد منكم بيانا شافيا واضحا لملابسات إهمالها حتى الموت، وهى مجرد طالبة بريئة، لكن تأمينها وموتها لفه نفس الغموض الذى شاب حادث اغتيال سندريلا مصر سعاد حسنى والدبلوماسى أشرف مروان، والسياسى المخضرم الليثى ناصف، أين حقوق الإنسان فى الأمن، وماذا لو كانت مريم فتاة بريطانية، وماذا يكون ردكم لو كانت لكم جوهرة فى ملاعب القاهرة اسمها «مو صلاه mo slah»؟!