الجمهورية
طارق الأدور
إنهيار الزمالك بأيدي أبنائه
لم أصدق عيناي وأنا أشاهد الزمالك العريق الذي سطر أمجاداً تاريخية في بطولات أفريقيا ينهار بهذه الصورة ويخرج من الكأس الكونفيدرالية بهذا الشكل المهين الذي أتعاطف بعده مع جماهير نادي الزمالك. التي تتلقي الصدمة تلو الأخري وليس بديلاً أمامها سوي الاستمرار في عشق الكيان واستكمال مساندته في الحلوة والمرة. ولكن للأسف لم تعد هناك الحلوة وأصبح الجمهور المسكين يري المرة فقط.
المدهش في الأمر هو حالة الانقسام في جماهير النادي العريق بين من هم يملكون الوعي الكافي لإدراك الأسباب الحقيقية للانهيار. والمغيبون للأسف والذين ينساقون إلي الأسباب الجاهزة دائماً في حالات الفشل والخسارة. وهي أصبحت معروفة للجميع.. الإعلام المتحيز.. المسئولون في الدولة وعلي رأسهم وزير الرياضة.. نحس العتال.. الجن الذي يحضره يومياً ممدوح عباس.. وفك الأعمال التي قام بها أعداء النادي في شبراخيت.
وحقيقة الأمر التي نعرضها كإعلام يحاول أن يحل القضايا من خلال معرفة أسبابها الحقيقية بدلاً من البحث عن الشماعات. أن خروج الزمالك من الكونفيدرالية كان متوقعاً من جانب الكثير من المتابعين للأحداث التي يمر بها النادي الكبير في الفترة الأخيرة بالرغم من التحسن الملحوظ في نتائج الفريق في الدوري.
ما حدث قبل مباراتي الذهاب والعودة كان ينذر بكارثة قادمة أسوة بما كنا بضمير إعلامي نبهنا به قبل نهائي دوري الأبطال عام 2016 والتي خسرها الزمالك أمام صنداونز ليهدر فوزاً كان مضموناً باللقب الذي يغيب عن الزمالك منذ 16 عاماً.
قبل مباراة الذهاب اندلعت حملة صفقة القرن والتي تسببت في تشتيت تركيز اللاعبين والفريق بشكل عام وهم يرون المفاوضات تزيد عن 10 لاعبين. بعد 34 صفقة خلال فترتي الانتقالات الصيفية والشتوية الماضيتين لم تسفر إلا عن ضياع كل الألقاب والخروج من كل البطولات.
منذ مباراة الذهاب التي كنت أعلق علي مجرياتها ونبهنا عن الأخطاء الكارثية للدفاع والتي تسببت في اهتزاز شباك الفريق بهدفين من الكرتين الوحيدتين اللتين وصلتا إلي مرمي الزمالك طوال 90 دقيقة. وعن تراخي الأداء بشكل ملحوظ وإهدار الفرص أمام أضعف فريق أفريقي ربما واجهه الزمالك في تاريخه عبر 30 مشاركة افريقية في البطولات المختلفة. تكررت الأخطاء ومن هجمة واحدة أصيب مرمي الزمالك بهدف تسبب بعدها في الخسارة بركلات الترجيح.
قبل مباراة العودة كان الملعب الذي اختاره الزمالك عن طريق إدارته "الأحادية" هو ستاد السويس الذي حقق عليه الزمالك انتصاراً رائعاً علي بتروجت بعد واحدة من أفضل مبارياته هذا الموسم. ولكن كالعادة تقرر نقل الملعب إلي ستاد القاهرة الذي لم يوافق عليه الأمن فيتم نقل المباراة للمرة الثالثة خلال ساعات إلي ستاد السلام وبعدد قليل من الجماهير ضماناً لعدم الهجوم علي إدارة النادي.
قبل المباراة بساعات تباهي رئيس النادي بصفقة القرن والتي دفع فيها النادي 40 مليوناً تحت الحساب وهو لا يعلم أنه فجر قنبلة موقوتة داخل الفريق من اللاعبين المطالبين بزيادة العقود وهو الأمر الذي ظهر واضحاً بغياب التركيز عن كل اللاعبين بلا استثناء.
الملعب تم إغراقه بالمياه أمام فريق قادم من أثيوبيا التي تهطل عليها الأمطار دون توقف طوال العام لتمثل الشريان الرئيسي لنهر النيل. وكأنما رأي الجهاز الفني أن ذلك سيؤثر علي الفريق الأثيوبي ولكنه في الواقع جعل لاعبي الزمالك ينزلقون في الأرض طوال المباراة وبخاصة حازم إمام الذي سقط وهو منفرد تماماً بالمرمي.
أخيراً أخطاء بالجملة في التشكيل والتغييرات تسببت في الخسارة وقع فيها إيهاب جلال سواء بالبدء برأسي حربة علي حساب لاعب يقوم بدور بناء الهجمات وقيادة اللعب في عمق الملعب والإصرار علي تحويل نانا بوكو للأطراف ثم تأخر التغيرات إلي ربع الساعة الأخيرة ناهيك عن أخطاء متكررة لحارس المرمي الشناوي في ركلات الترجيح جعلت تحركاته مكشوفة للاعبي ديشا.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف