عبد القادر شهيب
حماية المدارس من الإخوان !
يقول مارك كورتيس في كتابه المهم (التاريخ السري لتآمر بريطانيا مع الأصوليين ) ان الاخوان الذين هربوا من مصر في الخمسينيات بعد الحل الثاني للجماعة ولجأوا إلي المملكة العربية السعودية اندمجوا سريعا في المجتمع السعودي وارتفع البعض منهم لمواقع النفوذ في مجال العمل المصرفي والتعليم..لذلك عندما يقول الامير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي منذ ايام في تصريحات صحفية له بانه عازم علي القضاء علي الاخوان الذين اخترقوا التعليم في السعودية، فإننا ازاء - الان- تطور مهم في الحرب التي نخوضها ضد جماعة الاخوان التي مازالت تتآمر علينا لاستعادة حكم بلادنا بعد ان اطاح الشعب بهم من هذا الحكم في ٣٠ يونيو ٢٠١٣
وهذا التطور المهم لا يقتصر فقط علي مجرد ملاحقة بدأتها المملكة العربيه السعودية منذ بضع سنوات لجماعة الاخوان التي تآمرت ايضا علي السعودية، وانما وهذا هو الاهم، مكافحة سعودية صارمة لعملية زرع التطرّف الديني داخل المجتمع السعودي التي يقوم بها الاخوان الذين اخترقوا كما قال ولي العهد التعليم في السعودية.. اي ان التصفية لن تكون فقط للكيان التنظيمي للإخوان، ولمصادر تمويل كانت شديدة الأهمية لهم من قبل علي مدي عدة عقود مضت، وانما التصفية والتدمير ايضا سوف يشمل الأسلحة التي كانت في حوزتهم لنشر أفكار التطرّف الديني والتكفيري التي كانت تصنع لنا تكفيريين وتمكنهم من تجنيد المزيد من الشباب بل والأطفال ايضا، وبالتالي تفرخ لنا في نهاية المطاف وحوشا آدمية تنطلق تقتل وتخرب وتفجر وتدمر.
ما كشف عنه ولي العهد السعودي يبين ان الاخوان الان يواجهون اخطر أزمة مرت بها جماعتهم منذ تأسيسها، وتفوق أزمة الحل الاول للجماعة في نهاية الأربعينيات، او الحل الثاني لها في الخمسينيات، وايضاً المطاردة المالية التي تعرض لها التنظيم الدولي للإخوان بعد ١١ سبتمبر.. فهم ليسوا مطاردين فقط الآن داخل مصر بلد النشأة لهم، وانما صاروا مطاردين ايضا في دول الخليج باستثناء قطر بالطبع، التي هربوا اليها من قبل.. وهذه المطاردة امتدت الان للمدارس لمنعهم من ترويج افكارهم المتطرفة والتكفيرية بين التلاميذ والطلاب، بعد ان بدأت قبل سنوات هذه المطاردة لخلاياهم التنظيمية ولمصادر تمويلهم.
ولعلنا في مصر نفعل ذات الشيء.. فما فعله الاخوان في السعودية سبق ان فعلوه في مصر، وهو اختراق التعليم.. ومنذ ان ترك المرحوم الدكتور حسين كامل بهاء الدين وزارة التعليم ومهمتنا فترت في حماية عقول ابنائنا بالمدارس من السموم التي يبثها فيها الاخوان الذين اخترقوا نظامنا التعليمي، نحن نحتاج الان لتنشيط هذه الهمة.