الأخبار
هشام مبارك
وظائف أمريكية خالية !
احم احم !
»لو الحكاية بالعقل مكانش يبقي ده الباشا وده يبقي بتاع الكلب»‬.. لم تفارقني هذه العبارة العبقرية منذ أن وطأت قدمي أرض الولايات المتحدة الأمريكية. العبارة وردت علي لسان الضاحك الباكي والساخر الأكبر في تاريخ الفن المصري نجيب الريحاني في درة أعماله غزل البنات والتي رد بها علي عبد الوارث عسر مدير قصر الباشا والذي عاتبه علي عدم تمييزه بين الباشا وبين الموظف المسئول عن تمشية الكلب حيث كان يرتدي ملابس الباشوات من وجهة نظر الريحاني الذي دخل في حوار ولا أروع مع سليمان نجيب معتقدا أنه الجنايني حيث تدل علي ذلك ملابسه عندما قابله أول مرة ليقدم لنا الفيلم أروع صور كوميديا الموقف.
أما سبب تذكري لهذا الموقف في أمريكا فهو ذلك الإعلان الذي لا يمر يوم دون أن تقرأه في الصحف الأمريكية عن وظائف خالية بمرتبات مغرية. أهم وأغلي تلك الوظائف المتوفرة هي وظيفة تمشية الكلب، ولك أن تعرف قبل أن ندخل في تفاصيل تلك الوظيفة المغرية أن لهذا الكلب (أي كلب) داخل الولايات المتحدة أهمية غير عادية حيث ـ وبدون مبالغة ـ يسبق الرجل في الأهمية، ذلك الرجل (أي رجل) الذي يقبع في المرتبة الثالثة بعد المرأة والكلب. حتي في أية انتخابات أمريكية يغازل أي مرشح رئاسي ناخبيه بأنه يعطي الكلب أولوية متميزة لعلمه بأهمية هذا الحيوان في حياة كل أمريكي.
تفاصيل الوظيفة المتوفرة تقول إنه مطلوب شخص يقوم بتمشية الكلب عدد ساعات معينة في اليوم مقابل 25 دولارا في الساعة مع أن الحد الأقصي لدخل العامل في أمريكا لا يزيد عن 15 دولارا في الساعة لكن لأن الكلب مميز فمن الطبيعي أن يكون أجر من يقوم بتمشيته أيضا مميزاً، ليس ذلك فقط بل هناك ميزة أخري لو كنت شخصا محظوظا وكان لديك كلب خاص بك يمكنك أن تصطحبه خلال عملك لتسلية الكلب الذي تقوم بتمشيته فأجرك في الساعة الواحدة يرتفع من 25 دولارا إلي 40 دولارا في الساعة ولأن الحد الأدني لعدد ساعات الوظيفة 8 ساعات فيكون أجرك في اليوم 240 دولارا لو كنت تمتلك كلبا للتسلية أي ما لا يقل عن 6 آلاف دولار في الشهر أو قل حتي 5 آلاف دولار علي اعتبار أن من حقك الحصول علي إجازة يومين وفقا لقانون العمل الأمريكي وهو ما يعني أنك ستحصل علي ما لا يقل عن 90 ألف جنيه شهريا.. لك أن تعرف طبعا أن تلك الوظيفة ليست عيبا في الولايات المتحدة وكل من يقومون بها بالفعل يرتدون أشيك الملابس مثلما كان الموظف في فيلم غزل البنات يبدو أن ذلك ضروري للحفاظ علي روح معنوية عالية للكلب، كما يقوم بها بعض النساء والبنات أي أنها ليست مقصورة علي الرجال فقط، والمهم أن يتمتع الشخص المتقدم للوظيفة بلياقة بدنية مرتفعة وروح معنوية عالية تساعده في القيام بوظيفته علي أكمل وجه وهو موضوع ليس صعبا في أمريكا حيث ممارسة رياضة الجري والمشي جزء طبيعي من يوم المواطن الأمريكي العاشق للرياضة.
طبعا وبدون لف ودوران فكرت في تلك الوظيفة كما فكر الكثيرون منكم الآن ولكن منعني فقط أنني غير مدرب علي المشي وسني لا تسمح من الناحية البدنية فلا يوجد لدينا في مصر شوارع ولا أماكن تسمح لنا بممارسة رياضة المشي أو الجري الذي أتذكر أنني قد مارسته مرة وحيدة اعتزلت بعدها تماماً حيث وجدت مرة شارعا خاليا إلي حد ما وفي اللحظة التي بدأت فيها في الجري انشقت الأرض عن كل المصريين تقريبا يجرون ورائي وهم يصيحون: إمسك حرامي !
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف