فضفضة
حظي جميل.. سعدت بزيارة الاقصر مرتين خلال شهر، وفي كلتا الزيارتين كانت الاقصر محظوظة هي الاخري بوزيرتين اختارتا الاقصر التراثية للوصول إلي العالمية.. الاولي الوزيرة النشيطة السفيرة نبيلة مكرم التي جمعت علماء مصر في الخارج في هذه المدينة العبقرية لتؤكد للعالم بالافعال أن مصر تستطيع بأولادها في الداخل والخارج. الثانية هي الفنانة ايناس عبدالدايم وزيرة الثقافة التي اعتبرها هي الاخري محظوظة وموفقة، والاجواء حولها تدعوها، وتحفزها علي النجاح.. لذلك قررت سريعا أن تلفت نظر المصريين والعرب والعالم بانتهاء عام ثقافي كانت فيه الاقصر عاصمة للثقافة العربية قبل ان تسلم الشعلة لمدينة وجدة المغربية.. ولاول مرة يكون الختام لحدث اكثر ابهارا وحضورا ونجاحا من افتتاح كان باهتا، ولم يكن علي مستوي الحدث.
لا اعتقد ان د.ايناس انفقت كثيرا ولكنها في الحقيقة مدت يدها لتأخذ بكل ثقة من التراث بكل روعته وبهائه فخرجت الاحتفالية مبهرة. بحثت عن العناصر التي تكمن فيها قوة الثقافة المصرية ووظفتها بدون تقعير ولا تنظير أو فلسفة.
لذلك كانت احتفالية محمد منير العابر للاجيال ابن الصعيد، والنوبة الاسمر المعجون بطين مصر.. وعندما كانت ليلته كانت في احضان احد اروع معابد مصر، والعالم، وهو معبد الكرنك، وكانت استعادة احد اروع الاغاني التي تتخطي بامكانياتها كل برامج السياحة اغنية الاقصر بلدنا بلد سواح.. التي تم استعادتها علي كورنيش الاقصر.. انه الحنين المفرط للماضي الجميل البريء العفيف النظيف.
وكانت ليلة الموسيقي العربية في احضان معبد الاقصر، والامسية الشعرية لاحمد عبدالمعطي حجازي ولشعراء فطاحل من الشقيقة المغرب.
وما كان يمكن لاحتفالية مثل هذه ان تكتمل لولا استعراض المراكب الشراعية في النيل مزينة بأعلام البلدين.
انها حالة من السعادة والامل اوجدتها د.ايناس في رحاب الاقصر علي مدار عدة ايام.. واذا كانت الشعلة قد انتقلت إلي مدينة المغربية فان جذوتها اوقدت مشاعل النور في حياة ثقافية نتمني لها أن تعود وتنير حياة المصريين.. لان هذا بيت التميز لهم.