خالد جبر
الانتخابات حق للشعب.. وواجب عليه
أضواء وظلال
نتحدث عن انتخابات رئيس جمهورية مصر التي تبدأ الإثنين وتستمر ثلاثة أيام.
المشهد السياسي يبدو واضحا.. والتوافق الشعبي علي التجديد للرئيس عبد الفتاح السيسي يبدو أكثر وضوحا.. ومثل هذا الموقف يسمح بظهور بعض التراخي لدي الكثيرين علي أساس أن النتيجة محسومة.. وهي كذلك فعلا.. فهل يعني هذا ألا يذهب المواطنون إلي صناديق الانتخابات ؟
بالطبع لا.. فنتيجة الانتخابات ليست هي القضية.. إنما المهم هو أن يثبت الشعب ايجابيته.. ويثبت تمسكه بحقه في اختيار رئيسه مهما كانت النتيجة محسومة.. فاختيار الشعب للرئيس هو أعلي درجات الاختيار لذلك يجب التمسك بهذا الحق إلي أقصي درجة.. وأكرر مهما كانت النتيجة محسومة. ذهاب المواطنين إلي صناديق الانتخابات يعطي رسائل عديدة إلي الداخل والخارج.
ففي الداخل.. هناك قوي مازالت تسعي وتعمل علي إضعاف الدولة.. وتحرضها قوي خارجية لا تريد الخير للوطن.. وتحاول بكل ما أوتيت من قوة ودعم أن تعيد مصر إلي الوراء.. أو علي الأقل أن توقف المسيرة التي رسمها الشعب في الثلاثين من يونيو يوم أن خرج إلي الشوارع والميادين لطرد الجماعة الإرهابية الظلامية.. ووضع مصر علي الطريق الصحيح كدولة مدنية ساعية إلي المستقبل بخطي واثقة.
ثم إن تلك الجماعات التي تدعو إلي المقاطعة تري أن كل الإنجازات التي تحققت خلال السنوات الأربع الماضية تفسد خططهم في استعادة أحلامهم الكابوسية في العودة إلي السلطة.. وتضعهم في سلة قمامة التاريخ إلي الأبد.. وهم يرون في تماسك الشعب والتفافه حول قائده سدا منيعا أمام طموحاتهم المريضة.. هم يحاولون اللعب علي وتر معاناة الشعب من ارتفاع الأسعار لكل السلع.. ولكن الشعب يعطيهم درسا في الإيمان بالوطن والثقة في قائده.. ويعطيهم درسا في الصبر وتحمل المعاناة التي سبق أن تحملها في سنوات النكسة عندما واجه المعاناة والحرمان بالصبر والإيمان من أجل هدف أكبر وهو تحرير الوطن.. الهدف هذه المرة هو بناء الوطن.. وهل هناك هدف أسمي من هذا.
خارجيا.. فإن الدول التي يقلقها استقرار مصر تسعي بكل قوتها لأن تصدر صورة سلبية عن مصر إلي العالم وتدفع الملايين من أجل ذلك.. ودول تري أن استقرار مصر وتقدمها يهدم مشروعها في السيطرة علي المنطقة.. لأن مصر القوية المستقرة هي صمام أمن وأمان المنطقة.. لكن هؤلاء وهؤلاء لا يعرفون أن الشعب المصري في رباط إلي يوم الدين.. وأن أرض مصر هي مقبرة لكل الغزاة والمعتدين.
الذهاب إلي صناديق الانتخابات ليس هدفه فقط اختيار رئيس للجمهورية.. كلفه الشعب بتحقيق الأمان والاستقرار والتنمية.. ولكن هدفه الأكبر هو إعطاء دروس جديدة للعالم بأننا شعب متحضر يمارس حقه الديمقراطي.. شعب متوحد خلف قائده وجيشه وشرطته وكل مؤسسات الدولة.. شعب يدرك حجم الإنجازات التي تحققت في أربع سنوات ما كانت تتحقق في عشرين عاما.. وأن الطريق التي يسير عليها الوطن هو الطريق إلي مستقبل تتحقق فيه التنمية بأكثر مما يحلم.. وهذا الحلم ما كان ليتحقق من دون دعم الشعب لرئيسه.. وهو دعم سيؤكده الإقبال علي صناديق الانتخابات.
أمام مصر معارك كبيرة في السنوات الأربع المقبلة.. أولها استكمال مشروعات التنمية العملاقة التي تمت أو بدأ تنفيذها في الدورة الرئاسية الأولي للرئيس السيسي.. شبكة طرق حديثة ومتطورة تربط كل أطراف مصر وهي تعادل نحو ٣٠٪ مما تم إنشاؤه في مئتي عام.. محطات كهرباء عملاقة منها محطة هي الأكبر في العالم.. محطة طاقة نووية لتوليد الكهرباء.. اكتشافات هائلة للغاز الطبيعي.. مليون فدان زراعية ومزارع سمكية تحقق الاكتفاء الذاتي من الغذاء.. مدن صناعية جديدة ومدن متخصصة.. عاصمة جديدة.. قناة جديدة موازية لقناة السويس.. آلاف الوحدات السكنية للشباب ولتطوير المناطق العشوائية الخطرة.. برامج الضمان الاجتماعي والتأمين علي الفئات المهمشة والطبقات الفقيرة.. ومشروعات أخري عديدة.
معارك أخري كثيرة في مسيرة تثبيت دعائم الدولة أهمها القضاء علي بؤر الإرهاب في سيناء والصحراء الغربية وغيرها والتي قتلت الآلاف من المواطنين الأبرياء وحصدت مئات الشهداء من رجال الجيش والشرطة. كل ذلك في الوقت الذي يتم فيه دعم قدرات القوات المسلحة للحفاظ علي الوطن من كل من تسول له نفسه العدوان عليه.. ودعم قدرات منظومة الأمن الداخلي لتطهير الوطن من بؤر الإرهاب الآثم.
معارك ومعارك.. سنواجهها من خلال ثقتنا في الرجل الذي تحمل كل هذا.. من خلال توجهنا جميعا إلي صناديق الانتخابات.
هو حق للشعب.. لكنه أيضا واجب عليه.