‎الطريق إلي الاستثمار الأجنبي في مصر يبدأ من رجال الأعمال المصريين
‎المستثمر الاجنبي مش هيسأل الحكومة لكن هيسألهم، ولوهما عندهم مشاكل يبقي يجيب فلوسه ليه ؟؟ ونصيحة: اسمعوهم لأن عندهم كلاما مهما لبلدنا.
‎بطبيعة عملي اتعامل يوميا مع رجال الأعمال المصريين والأجانب وفي كثير من الاحيان تستوقفني لغة الحديث بينهم لاسيما عندما يتعلق الأمر ببدء استثمار جديد في مصر ،وطبيعي ان اهتم لأنه سيكون خيرا علي الجميع، والحوارات لا تنتهي في هذا الشأن
‎ورجال الاعمال المصريين تربطهم صلات قوية ومحترمة بعدد كبير من رجال الاعمال علي مستوي العالم ويدخلون بيوت بعضهم البعض ويلتقون في المؤتمرات الاقتصادية العالمية
‎والحقيقة اللي لازم حضراتكم تصدقوها فعلا ان عمرهم ما بيكدبوا علي بعض، وده مش لأن اخلاقهم لا تعرف الكذب، لكن لأن كل منهم يحافظ علي سمعته ومصداقيته لدي الاخر لا ربما تحدث بينهما شراكة في يوم من الايام
‎وتستمع الي الحوار حينما يسأل رجل اعمال اجنبي اوعربي: اخبار الاستثمار في مصر ايه يا عبد السميع بيه ؟ واول حاجة بيعملها عبد السميع بيه المصري انه بيبص حواليه قبل ما يجاوب وكأنه خايف ان رأيه حد يعرفه اوحد من قرايب رئيس مجلس المدينة يبقي معدي فيروح يحكيله فيغضب عليه ويقفل له الكشك بتاعه اللي علي الرصيف قدام مبني الحي، ودي ما شاء الله عادة فرعونية قديمة ان صاحب المصلحة بيخاف من المسؤول وان المسؤول بيتلكك لصاحب المصلحة
‎وبعد ما يبص شمال ويمين يبدأ ضميره ينقح عليه فيفتكر الروتين وتضارب القوانين اللي عندنا والموظفين اللي قربوا يجيبولنا سكتة قلبية ويجاوب بصوت واطي عندما يشرح هذه الامور
‎لكن واصدقكم القول حقا الشئ الوحيد الذي لم يختلف عليه اي اثنان من كبار رجال الاعمال هو ان مصر بها فرص حقيقية لعمل استثمارات ضخمة وان اللي عاوز يعمل فلوس لازم يييجي مصر
‎ولن انسي احد رجال الاعمال العرب عندما قال لي: انتو تسعين مليونا لواكلتم وشربتوا واتعالجتم وسكنتم ده بس كفاية لملايين من الاستثمارات في بلادكم ودي اقل نشاطات يقوم بها اي مجتمع
‎من وجهة نظري ان كلام رجال الاعمال لبعضهم البعض هوالدافع الاول للاستثمار في اي بلد، اذكر انه في اول ايام مرسي الله لا يرجعها كنا في المؤتمر الاقتصادي في الكويت وكنت واقفا مع نجيب ساويرس ومع احد رجال الاعمال العرب وسألت الرجل متي سيبدأ في ضخ استثماراته في مصر ؟ قال لي انا بعد نجيب ما يبدأ علي طول ،، ونجيب يومها قالي كلمته اللي مش هنساها ( واللي كانت قبل الهنا بسنة ) انا مش راجع مصر الا لما نشيل مرسي..
‎فما تقوم به الدولة مع رجال الاعمال المصريين يلعب دورا كبيرا في تكوين عقيدة المستثمر الاجنبي
‎لا تتخيلوا حضراتكم مدي التأثير السلبي الذي اوقعه حبس احد كبار المستثمرين في مصر والذي كان يعمل بالسياسة في عهد مبارك ( ولا اقول ذلك دفاعا ) لكن انا ارصد واقعا شاهدته في محافل اقتصادية كثيرة، فهوصاحب صناعة كبيرة وناجحة جدا ومعروف علي المستوي الاقليمي والعالمي، واسواق المال كانت تري ان خلافه يمكن ان يحل بتسوية مادية وليس بتقييد حريته فهذه الامور مخيفة بل مرعبة لرجال الاعمال
‎لذلك الافراط في الحبس الاحتياطي ( علي الجميع ) ولا سيما علي كبار رجال الاعمال هوامر ليس محمودا لان المجتمع لا يستفيد شيئا، اجعله طليقا سيعطي اكثر ويمكن ان تتخذ من الاجراءات الاحترازية ما يكفي لضمان وجوده اثناء محاكمته مثل منعه من السفر اومطالبته بكفالة مالية كبيرة، لحين انتهاء اجراءات المحاكمة ويقول القضاء العادل كلمته
‎ونصيحة للزمن ونحن في اغسطس ٢٠١٨ حذاري حذاري ان يشعر بعض رجال الاعمال ولوعن طريق اشارات غير مقصودة ان بعضهم من المقربين والمرضي عنهم وانا بعضهم من البعدا المغضوب عليهم، لان ذلك سيؤدي علي المدي الطويل الي كوارث حقيقية.. وافتكروا الكلمتين دول كويس
....
‎طيب نعمل ايه ؟ ماهوبرضه بعض رجال الاعمال المصريين نايم علي حاجتين تلاتة من اموال الدولة ( وانا قولت بعض ) وبعض تاني لوما ورتلوش العين الحمرا هتلاقيه بعت رجالته اللي في كل مكان ينفذوا سياساته اللي ما نعرفش اولها من اخرها نعمل ايه ؟
‎الحل: نتكلم معاهم، بس نتكلم باللغة اللي يفهموها، هم وطنيون لكن الوطنية بالنسبة لهم ليست اناشيد بل خلق فرص عمل واقامة مصانع جديدة، هم يحبون بلدهم لكن بكل تأكيد يحبون اولادهم وعائلاتهم بشكل اكبر، هم كافحوا وتعبوا وجمعوا ثرواتهم بعرق ويريدون الاستمتاع بالحياة مع اولادهم واحفادهم فلا يجب النظر الي مظاهر هذا الاستمتاع علي انها رفاهية فهذه طبيعة حياتهم.
‎اننا نحتاج الي كل صوت مصري له اسم ويستطيع ان يسمعه العالم، نحتاج الي تكوين لوبي مصري حقيقي مشرف يعمل باخلاص لتوصيل الصورة الصحيحة عن بلادنا
‎علينا ان نستمع الي رجال الاعمال المصريين وبسرعة لان كل دقيقة تضيع معناها ضياع فرصة استثمارية
‎ومرة اخري اطلب من الرئيس السيسي ان يقوم بالدعوة لعمل مؤتمر لحل مشاكل الاستثمار علي غرار مؤتمرات الشباب يجلس هو والحكومة علي مدار ثلاثة ايام ليستمع علي الهواء للمستثمرين المصريين ولمشاكلهم وليسمع ما بداخلهم ويعطيهم الدافع الاكبر.. لن امل من هذه الدعوة التي اري ان تحقيقها ليس بعيدا والتي اعتقد انها باتت ضرورة ملحة
‎وعندما تفكر بضمير في حال بلدنا هتلاقي في حاجتين حقيقيتين بجد رغم اي انتقادات:
‎١- الراجل اللي ماسك البلد بيشتغل بجد وبضمير وبيشتغل كتير وفي مجالات كتيرة وكبيرة وبسرعة
‎٢- مصر مابقاش فيها سرقة واللي بيسرق بطير رقبته مهما كان
‎خلونا ياسادة نسمع ولاد بلدنا من الوطنيين من رجال الاعمال وانا عندي امل حقيقي وواقعي ان بكرة احلي بإذن الله