لويس جرجس
درس ساندرا وتضحية أم الطهطاوي
* أعتقد أن حوار المخرجة ساندرا نشأت مع الرئيس درس للإعلاميين في كيفية التعامل ببساطة ودون تكلف أو تعقيد مع صاحب السلطة. أعجبني في الحوار قول الرئيس: "المصري شاطر أوي وحدق أوي وذكي أوي". و"المصريون يتميزون بقدرتهم علي الاستيعاب". و"التحدي المصري أكبر من أي رئيس "عبد الناصر- السادات- مبارك- مرسي- عبد الفتاح". لكن عمره ما يبقي أكبر من المصريين". و"التعليم الحقيقي غايب من أكتر من 30 سنة".
بالمناسبة كنت أتمني أن تجري أي قناة من القنوات المصرية. المتعددة والتي تعمل 24 ساعة. حوارًا مع المرشح المنافس في الانتخابات الرئاسية قبل فترة الصمت الانتخابي. لكي يثبت أنه اعلام محايد بحق.
* ومازلنا في شهر مارس. شهر المرأة. الجدة والأم والأخت والزوجة والابنة والحفيدة. كلهن مشاركات أصيلات للرجل في صنع تاريخ مصر منذ أقدم العصور وحتي الآن. وفي هذا الشهر التقطت عيناي حكاية أم لم يوفها التاريخ حقها رغم أنصافه ابنها. المفكر والمعلم المصري الأول في مصر الحديثة. إنه رفاعة رافع الطهطاوي وهو غني عن التعريف. لأن دوره الرائد في النهضة التي نعيشها منذ منتصف القرن التاسع عشر معروف للكافة. ولكن من يعرف أن هذا الفتي الصعيدي ما كان له أن يتعلم في الأزهر ويظهر نبوغه ويؤدي دوره الحيوي. ويحتل هذه المكانة بين رواد النهضة. لولا أن "أمه باعت بعض حليها وعقارها خلال السنوات الخمس التي أمضاها في الدراسة بالأزهر. ليتمكن ولدها من الانفاق والحصول علي خبز الأزهر وعدسه وفوله. وهو الطعام الذي حدثنا عنه طه حسين في كتابه الأيام بعد قرن من الزمان". هكذا حدثنا صلاح عبد الصبور في كتابه قصة الضمير المصري الحديث.
عبد الصبور يحدثنا في الكتاب عن أهمية الدهشة في حياة الطهطاوي. ولأن الدهشة تقلق النفس الفاترة الساكنة. وتبعث فيها دوامة التساؤل. فان رفاعة حين ركب السفينة الحربية "لاترويت" مصاحبًا أول بعثة دراسية أرسلها محمد علي إلي فرنسا بصفته أمام وواعظ. أصابته دهشة متواصلة لمدة ست سنوات. حولته من أمام وواعظ إلي منقب وباحث ودارس وناقل للحضارة إلي بلده. بدأت دهشة الطهطاوي من أول لحظة حيث لفتت نظره نظافة السفينة الفرنسية ونظافة الفرنسيين بوجه عام.
المؤسف أننا مازلنا. بعد نحو قرنين من الزمان. نندهش مما نراه من نظافة ونظام لدي الشعوب الأخري. وهو الشيء الذي لايزال ينقصنا حتي الآن.
لقطات:
* عندما يثار التساؤل من جانب بعض المصريين حول مصيرعالم الفيزياء البريطاني ستيف هوكينج في الآخرة. وعندما يؤكد البعض أنه سيدخل النار. رغم ما قدمه للبشرية من فائدة محققة بعلمه الغزير ونظرياته الجديدة في تخصصه. نتأكد أننا مازلنا في سنة أولي "تجديد الخطاب الديني".
* جميل أن يتم تطوير حديقة المريلاند بمصر الجديدة واعادة الحياة اليها لتؤدي دورها كمتنفس لسكان القاهرة. ولكن تحديد تذكرة الدخول بعشرين جنيهًا يقضي علي آمال الكثيرين وخصوصًا العائلات في التمتع بهذا الجمال.. تخيل أسرة من 4 أفراد فقط كيف تتمتع وهي تدفع 80 جنيهًا للدخول فقط بخلاف أي مصروفات أخري بالداخل؟!.
* لن يقتنع المواطن المصري بالحملات القومية للتوعية بأهمية المياه وضرورة الترشيد. قبل أن يري بنفسه جميع الأدوات الصحية في مؤسسات وهيئات ومصالح الحكومة سليمة و"مش بتخر عَمىال علي بَطال 24 ساعة".