سلوى عفيفى
من زمن فات ديمقراطية آخر الزمان
أبناء الجيل الذي انتمي له تعلموا منذ الطفولة قيما وتعاليما بل واجبا نادي به كل الرسل والأنبياء.. عرفت مبدأ اسمه واجب »احترام الكبير».. مع صباح كل يوم »أبوس إيد» جدي وجدتي قبل الام والأب.. تعلمت أقول للكبير »نعم »و »أفندم» و»حاضر» والتحدث بصوت منخفض سواء علي مستوي الاسرة او المجتمع المحيط.. آخذ بيد الاجداد وأساعدهم علي القيام والجلوس دون ان يطلب مني ذلك..و عرفنا منذ الصغر ان »المعلم» كاد ان يكون رسولا وله كل الاحترام والتقدير (حتي لو كان دمه ثقيلا علي رأي امي رحمها الله).. هذا الواجب الديني والاخلاقي اندثر وانقرض وإذا تحدثت عنه مع أبناء الأجيال الجديدة (التي لم تتعلم او تعرفت علي معني واجب احترام الكبير !!!) تجد نفسك امام وجوه مندهشة وعقول متحجرة وجدال لا معني له سوي انهم اجيال افتقدت أصول التربية والتعليم... شاهدت بنفسي الأبناء الذين تناسوا كلمة »بابا أو ماما» وبدون ألقاب تماما يقول لوالده »مالك يا فلان» والبنت من دول تنادي علي أمها باسمها وكأنها زميلة في السن والمقام !! وتصل المناقشات في معظم الأحيان الي التطاول علي الآباء والسخرية من الاجداد بأسلوب متدن!! والغريب انهم يؤكدون انها الديمقراطية !!!
هل معني الديمقراطية التطاول علي الكبير وأولياء الأمور؟! هل الصراخ وقلة الأدب و طول اللسان هي أساس الديمقراطية؟! افكار وتصرفات واخلاق جديدة انتشرت بين أبناء الأجيال الجديدة وياويل الذي يعترض علي ديمقراطية اخر الزمان ! و علي رأي الشاعر الكبير حافظ ابراهيم »وارفعوا دولتي علي العلم والأخلاق فالعلم وحده ليس يجدي».. ولكن دايما وأبدا تحيا مصر.