الأخبار
أحمد السرساوى
نوبة صحيان أردوجان والوسام اليهودي!
كشفت الموساد الإسرائيلية منذ ساعات أن رجب طيب أردوجان عندما كان رئيسا للوزراء عام ٢٠٠٧ وافق علي استخدام الطيران الحربي الإسرائيلي للمجال الجوي التركي »رايح جاي»‬ في ضرب المفاعل النووي السوري بدير الزور.
وكلنا نتذكر كيف هاج وماج أمام منتدي دافوس العالمي عام 2009 إثر مشادة حادة مع شيمون بيريز متهما إسرائيل بتدمير البنية الأساسية في غزة.. ثم قاد حملة شعواء لمساعدة القطاع وأرسل سفينة إلي شواطئه بحجة رفع الحصار .
الغاية تبرر الوسيلة عند أردوجان.. ففي الوقت الذي لا يترك فيه »‬لسانه الطويل» فرصة للهجوم علي اسرائيل أمام الميكروفونات لابسا قناع الجدية المُفرطة.. يكون في نفس اللحظة نائما في أحضان تل أبيب!!
يمضي أردوجان في علاقاته مع اسرائيل »‬بروحين».. الأولي ظاهرة ثورية، والثانية حقيقية وعميقة وتحت المائدة، فالعلاقات الإسرائيلية التركية بقيادة حزب العدالة والتنمية قديمة ومستمرة حتي الآن.. بدأت تحديدا منذ التسعينيات عندما كان أردوجان رئيسا لفرع حزب الرفاه في إسطنبول في عهد أباه الروحي نجم الدين أربكان.. ووقتها تعرف »‬رجب» علي السفير الأميركي في أنقرة مورتون إبراموفيتس، الذي قدمه لأحد عملاء المخابرات الأمريكية »‬سي آي إيه» وهو بول وولفوفيتس اليهودي أحد مهندسي الحرب علي العراق والحاصل علي الدكتوراة في مخاطر الانتشار النووي بالشرق الأوسط، والذي أصبح لاحقا نائبا لوزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد فرئيسا للبنك الدولي ، وعندما بدأ الأمريكان مشروع الشرق الأوسط الجديد في عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن وسيناريوهات تقسيم المنطقة.. تم التفكير في الاستعانة بأحزاب وجماعات الاسلام السياسي لإنجاز المهمة.. بدءا من تركيا وانتهاء بمصر، ومن هنا قام المؤتمر اليهودي الأمريكي عام 2004 وهو من أهم المحافل اليهودية بالولايات المتحدة بمنح أردوجان وسام الشجاعة!
والمثير أن هذا الوسام لم يُمنح إلا لعشرة أشخاص فقط في العالم منذ تأسيس المؤتمر عام 1936، وأصبح »‬رجب» أول شخصية غير يهودية تحصل عليه، حتي إن رئيس المؤتمر قال أثناء حفل التقليد »‬إن هذا الوسام ليس فقط تقديرا »‬للخدمات» التي قام بها »‬ضيفنا» لأمريكا بل تقديرا »‬للخدمات» التي قدمها لإسرائيل وموقفه »‬الطيب» منها!!

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف