هتنزل ليه .. ؟
» ابني بيقولكوا مصر أمانة في رقبتكوا.. حافظوا عليها.. علشان خاطر ابني.. حافظوا عليها ومتخلوش حد يهدها »
هذه الكلمات لم ولن تفارق خيالي.. صرخة أم شهيد.. أطلقتها مدوية في قاعة » المنارة » بالتجمع الخامس.. خلال الندوة التثقيفية الأخيرة التي عقدتها القوات المسلحة.. أطلقت تلك الكلمات بعد أن روت.. كيف كان ابنها الشهيد يهيم حبا بتراب مصر.. وكيف كان لا يتردد ولا يتورع عن التصريح لأمه التي يعشقها أن هناك من يحبها أكثر منها.. إنها مصر التي ضحي من اجلها بحياته التي كانت في بدايتها.. وحلمه الذي كان يختمر.. وخطيبته التي انتظرته مرتديا بدلة العرس.. فإذا به يأتيها ملفوفا بعلم مصر.. وأسفله الكفن الأبيض ليزف إلي الحور العين بالجنة بدلا منها.. إنها مصر التي يهون من أجلها كل غال
هذا المعني مع اختلاف الكلمات.. رددته جميع أمهات الشهداء في هذا اليوم.. وكان لهم طلب واحد.. ان تصطف طوابير المصريين امام اللجان الانتخابية الأيام الثلاث القادمة.. لتكون رسالة تريح الشهيد في قبره.. وتؤكد له اننا لم ولن ننساه أو نهمل ونغفل تضحياته.. لم يكن هذا مطلب أمهات وزوجات وأبناء الشهداء وحدهم في هذا اليوم.. لكن سبقهم اليه فضيلة الداعية الوسطي البشوش الشيخ الحبيب علي الجفري.. الرجل الذي ليس له مطلب الا حب مصر.. وقوة جيشها وترابط شعبها.. لأن في ذلك قوة ومنعة ليس لمصر فقط إنما للأمة العربية جمعاء التي تستمد قوتها من قوة مصر وجيشها كما قال الجفري وأكدها صراحة بالندوة وان الدواعش والقاعدة ومن علي شاكلتهم.. يريدون إفساد الحياة السياسية بمصر.. حتي تتوقف نهضتها.. وتنهار صحوتها.. ومن ثم تسقط مصر.. الحبيب اعتبر أن النزول وبكثافة يوم الانتخابات الرئاسية أولا هو واجب وحق الشهداء واسرهم علي جميع المصريين.. كما انه حق لمصر نفسها.. والرجل هنا لم يطالب بانتخاب شخص بعينه.. إنما فقط دعا للنزول في هذا اليوم وفي مواجهة تلك الدعوات المخلصة لله ولمصر بالنزول وبكثافة أيام الانتخابات.. نجد دعوات مثبطة محبطة.. تدعو للمقاطعة.. لماذا ؟.. لا أدري.. وأي جدوي من وراء تلك المقاطعة.. لاأدري أيضا ؟.. فإذا كان لهؤلاء المنادين بالمقاطعة موقف معارض أو رافض للمرشح عبد الفتاح السيسي.. فأولي بهم النزول وعدم التصويت له حتي يتضح عدد المعارضين له.. لكن ما المغزي للمقاطعة ودعواتها الا إذا كانت معارضة الرئيس السيسي ليست الهدف.. ولا الرجل نفسه المقصود !!
وإذا كنا نطالب المصريين بالنزول وبكثافة الأيام المقبلة.. فلهذا أسباب عديدة.. في مقدمتها إجهاض التربص الدولي بمصر الذي يسعي لإظهارها مفككة.. وما لهذا من آثار سلبية كبري علي سياحتنا واقتصادنا وصورتنا بالخارج.. ثم إن النزول أيا كانت وجهة الصوت يصب في النهاية في خانة مصر التي يضحي غيرنا بحياته من اجلها.. فلا أقل من التضحية ببضع دقائق حتي تظهر عروسا في هذا اليوم أمام العالم.
ننزل وبكثافة حتي يدرك الجميع ان المصريين خلف بلدهم وجيشهم وشرطتهم.. إن مصر وبحق بدأت مرحلة الاستقرار السياسي.. والنضوج الاقتصادي.. ننزل حتي نرد كيد المتربصين.. وغل يد الإرهابيين.. ونخرس ألسنة الحاقدين الكارهين لهذا البلد الأمين سواء من الجهلة المغيبين من أبنائه.. او المتربصين من أعدائه
لكم سعد كل مصري غيور علي بلده بأشقائنا المصريين بالخارج.. الذين حولوا أيام التصويت إلي احتفالية كبري في حب مصر.. فهل نبخل بتكرار هذا المشهد وبشكل اكبر إحتفاليا من اجل مصر فقط
الي كل مصري وطني سار علي تراب هذا البلد الأمين.. وارتوي من نيلها وعشق ليلها وفجرها.. انزل وشارك مهما كان رأيك وصوتك.. فمصر تنتظرك !!