الأخبار
كرم جبر
رونالدو.. المغرور !

لم أغضب لهزيمة مصر من البرتغال بهدفين مقابل هدف في الوقت الضائع، ولكني حزنت لأن الطفل المدلل كريستيانو رونالدو »شم نفسه»‬ وفرد عضلاته في الوقت الضائع، بعد أن حبسنا دمه طوال المباراة، وقضينا علي غروره، ومنذ بداية المباراة بدا مستخفاً بفريقنا، متعالياً علي الكرة، محاولاً استفزاز الدفاع بالحركات البهلوانية، واستطاع لاعبونا أن يردوا له عقله، ويفرضوا عليه الأدب والاحترام، وإعطاءه درساً بأننا خصم عنيد ومحترم، وحركاتك لن تخيل علينا.
غير ذلك فالفريق الوطني يستحق الإشادة والثناء، ووجه إنذاراً مبكراً، بأنه لن يذهب من أجل التمثيل المشرف، ولكن للمنافسة القوية ورفع راية الكرة الأفريقية، وإذا استمر هذا الأداء الرجولي، فلن يكون صعباً الوصول لدور الثمانية.
أمامنا اليونان يوم الثلاثاء، ولن تلعب المباراة بالثقة والغرور مثل البرتغال، لكنها ستعمل حساب الفريق الوطني منذ اللحظات الأولي، ولن يفعل نجومها مثل رونالدو المغرور، ولا نجومها المشاهير الذين انفلتت أعصابهم، وفقدوا السيطرة علي الكرة، و»لو» انتهت مباراة البرتغال بالنتيجة المنطقية وهي فوز مصر، لتراجعت أسهمهم في سوق الاحتراف إلي أدني مستوي.
بحساب الأرباح والخسائر.. كسبت مصر حارس مرمي قويا هو محمد الشناوي، وإذا حذفنا الوقت الضائع، فهو أحد نجوم المباراة، بجانب الثنائي العملاق أحمد حجازي وعلي جبر، وإن كانت الجبهة اليمني تحتاج البحث عن بديل قوي بجانب أحمد فتحي، أما محمد عبدالشافي فقد ثقلته خبرات الاحتراف وأدي ما عليه.
المكسب الآخر هو عمرو وردة، الذي أحيا منطقة الوسط بتحركاته الإيجابية، وقدرته علي استخلاص الكرة والمرور بها في الزحام، وهو أفضل بكثير من عبد الله السعيد، البطيء والكسلان طوال الوقت، أما اللاعب الذي لا يحبه الجمهور ويعشقه كوبر فهو النني، ويبدو أنه فدائي مجهول، لا يري الجمهور دوره، بعكس طارق حامد المقاتل الذي لا يهدأ.
كوكا - أيضاً - لغز، مسالم وطيب ومبتسم، وليس له أنياب أو أظافر، وربما انفكت العقدة برجوع مروان محسن إلي حالته الطبيعية، ولكن مشكلة المنتخب هي رأس الحربة، ويا ريت باسم مرسي يبكي ندماً، فقد كان مشروع مهاجم خطير، ولكنه أضاعها بالشعر الملون والقصات الغريبة.
شيكابالا مثل عبد الله السعيد، البطء والتوهان والرجوع للأمام والخلف، وكأنه يبحث عن شيء لا يعرفه، ولكن من الظلم البين أن يكون بديلاً لصلاح، وفي المقدمة يأتي تريزجيه ذو الطراز الأوربي، لكنه لم يجد من يمرر له كرات سهلة تساعده علي الانطلاق، وكنا مشتاقين للولد المشاغب رمضان صبحي، وحسين الشحات الذي لم نره ولكن سمعنا عن موهبته.
الخلاصة أن لدينا منتخبا قويا ومحترما، وبعلاج بعض الهفوات والاستفادة من الأخطاء، يمكن أن يكون منافساً عنيداً وصلباً وتعمل له المنتخبات القوية ألف حساب.. وربنا يهدي الأخ كوبر، فيقوم بالتغيير من أجل التفوق، وليس التغيير من أجل التغيير، ولكنه صاحب فكر كروي عال، ويعمل بجد وإخلاص.
والأهم أن تظل الروح المعنوية عالية في السماء، ويكفي هذا المنتخب المحترم، أنه حبس أنفاس بطل أوربا والطفل المدلل رونالدو، حتي الوقت الضائع.


تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف