الأخبار
الهام ابو الفتح
الانتصار علي الإرهاب يبدأ من هنا
ليست صدفة أن يفتتح الرئيس مؤتمرا قوميا للتعليم عنوانه (إطلاق طاقات المصريين)، بعد أقل من 24 ساعة من زيارته إحدي القواعد الجوية في سيناء وإعلانه بين أبنائه من رجال الجيش والشرطة أن موجهة الإرهاب أشرف مهمة علي الإطلاق لتحقيق الأمن والأمان للشعب المصري ووعده بأننا سناتي هنا قريبا للاحتفال بالنصر علي خوارج العصر، والاعتزاز بالدور الوطني الذي يقوم به مقاتلو القوات المسلحة والشرطة في دحر الإرهاب وتطهير أرض مصر.
فلا جدال أن إطلاق الطاقات الخلاقة والمبدعة للاستفادة القصوي التي طلبها الرئيس من عقول مصر ومبدعيها لا يمكن أن يتم في بلد يعاني القيود والقهر من عصابة لديها مفهوم متخلف وقاصر للدين والعلم والحياة المدنية الحديثة، وهذه هي خطورة وأهمية معركة التحديث التي تخوضها مصر علي مختلف الجبهات في آن واحد، فالانتصار في معركة واحدة لا يكفي ومعركة العلم والتطور والمدنية لا تكتمل إلا بتحرير الوعي المصري من تتار العصر الذين يحاولون تكبيل قوي المجتمع وعزل أطهر بقعة علي أرضه عن باقي الجسد.
وانعقاد مؤتمر التعليم بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي والذي شارك فيه ممثلو علماء مصر بالخارج والقطاعين العام والخاص والعلماء والباحثون والمبتكرون والشباب، والنقابات المعنية، وعدد من المؤسسات الشرطية والعسكرية يكتشف أنه شكل من أشكال الحرب الشاملة علي الإرهاب وتحرير الإرادة التي بدأت في 30 يونيو 2013، وتكتب فصولها الأخيرة علي أرض الفيروز.
ويتأكد ذلك باستعراض سريع للقضايا التي ناقشها المؤتمر وعبر عنها الدكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالي والبحث العلمي، وأنها تصب في مراجعة أولويات البحث العلمي في إطار الاستراتيجية القومية الموحدة للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ورؤية مصر للتنمية المستدامة 2030، بالإضافة إلي ربط البحث العلمي باحتياجات المجتمع.
صحيح أن قضية ربط البحث العلمي شغلت العديد من حكومات مصر السابقة وكانت موضوعا لخططها التنموية لكن الصحيح أيضا هذه المرة أنها تتم في توقيت بالغ الأهمية لسببين:
الأول.. بدء مرحلة جديدة في العمل الوطني بانتخابات رئاسية فاصلة حيث يتوجه الملايين من الناخبين لإعطاء صوتهم للمستقبل بانتخاب الرجل الذي بدأ مسيرة تحرير الإرادة بالوضوح والمكاشفة والصراحة بكل مرارتها وقسوتها، دون مجاملة أو سعي وراء مكاسب عاجلة وتأييد شعبي سريع موضحا منذ البداية أن الفترة الأولي كانت للعمل والتعب وتحمل المشاق في البناء وقد نفذ ما وعد به وحين يقول إن المرحلة القادمة ستكون مرحلة جني الثمار فلابد أن نصدقه.
أما السبب الثاني لتفاؤلي بنجاح المؤتمر فهو أنه يأتي في إطار الحرب الشاملة علي الإرهاب وتتويجا لها.. فلأول مرة يكون أحد أسلحة الحرب علي الإرهاب بجوار الكتائب المسلحة هو العلم والتنوير وإطلاق الطاقات المبدعة، والوصول إلي أفضل الآليات لتطوير البنية التحتية والمؤسسية والقدرات الوطنية، مع دعم كامل من الدولة للعلم والعلماء والبحث العلمي.. وقد شاهدت بنفسي أثناء زيارتي إلي الخارج المئات من شبابنا المبعوثين في منح دراسية ضمن خطة النهضة الشاملة للاستفادة من مراكز التميز، بالإضافة إلي دعم الابتكار وربط البحث العلمي بالصناعة، ونقل التكنولوجيا، والحاضنات التكنولوجية، والتحالفات التكنولوجية، وأودية العلوم والتكنولوجيا مع وقف الهجرة العشوائية لعقول مصر إلي الخارج.
وأتمني أن تكون بداية الحرب الشاملة علي التخلف هي دعم نظام علمي متكامل للابتكار ليس فقط بتحسين ترتيب الجامعات المصرية في مؤشر البحث العلمي ولكن أيضا بتنفيذ كل محور من المحاور المهمة التي بحثها المؤتمر وإعداد خطط عمل مستقبلية، مع التنسيق والتعاون مع مدينة زويل التي اعتبرها ترجمة حقيقية لحلم مصري.. تقوم استراتيجيتها علي بناء جيل جديد من القادة، والعلماء، القادرين علي إحداث تأثير كبير وقيادة قاطرة البحث العلمي إلي الأمام بمحاورها التي تبدأ بالجامعة، والمعاهد البحثية المتميزة، وهرم التكنولوجيا، والأكاديمية، ومركز الدراسات الاستراتيجية، فالبحث العلمي في كل العالم المتحضر هو قائد قاطرة نهضة المجتمعات، ودعم وتطويع ثقافة البحث العلمي والابتكار.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف