الأهرام
سكينة فؤاد
عن شعب.. ورئيس.. وانتخابات
شعب وقائد صورة ولغة متميزة للمخرجة المتميزة ساندرا نشأت وكسر لقوالب البرامج البرامج التقليدية, ومعلبات الثرثرة واقتراب أعمق مع الشعب والقائد, ساعة من الزمن لا تستطيع أن تقدم بشكل واف مسيرة وسيرة سنوات من أخطر السنوات فى عمر مصر.. ولكنها ساعة امتلأت بعناوين ورسائل مهمة تحتاج إلى الاستيعاب والتطبيق من جميع المسئولين عن احترامها وتطبيقها.. وفى رأيى أن من أهمها اعتراف الرئيس بأن من أكثر ما يعانيه أنه لا يستطيع أن يكون وسط الناس بالقدر الذى يريده وأن يتاح له أن يستمع إلى نبضهم... هذا الاعتراف من الرئيس يعنى أن الدوائر المحيطة بالرئيس يجب أن تسعى لتوفير وفتح قنوات اتصال وتواصل أيسر وأقرب بين الناس والرئيس.. وأن يوجد حل للمشكلة المتكررة دائما حول الرؤساء فى بلادنا، وهى الدوائر الخاصة التى تحاول ألا ينفذ إلى الرؤساء إلا ما يسمحون بوصوله إليهم ، أعرف أن من أهم سمات التكوين لأبناء أحيائنا التاريخية وحيث تستوطن الأصالة والقيم المصرية وحى الجمالية القادم منه الرئيس واحد منها ـ هناك من أهم سمات الحياة بالناس ووسط الناس وهو ما عبر عنه الرئيس عندما قال: «أحب أكون وسط الناس.. أكثر حاجة أعانى منها أنى مش مع الناس.. نفسى اسمع نبضهم».

أرجو أن تصل الرسالة وأن تحترم وأن تنفذ لما لها من آثار بالغة الأهمية للناس وللرئيس وأن تكون من أهم ملامح الفترة الرئاسية المقبلة.

أيضا من أهم الرسائل التى تضمنها هذا التحقيق التليفزيونى المتميز الذى أجاد استخدام لغة الصورة قبل الكلمات فى النفاذ إلى العمق الإنسانى فى شخصية الرئيس وفى محاولة مد جسور تقرب وتعمق العلاقة بينه وبين المواطنين ما قيل بتردد وبصراحة مبتسرة عن إحساس الناس عن افتقاد الأمن فى أن يتحدثوا ويدلوا بآرائهم فى شئون بلدهم بصراحة، والمشهد الذى لا ينسى لمواطن يسأل المذيعة قبل أن يجيب أسئلتها عن التليفزيون الذى تعمل به، وعندما قالت إنه التليفزيون المصرى قال لها «المفروض ما تتكلميش علشان ما يحصلكيش حاجة».

إشارة المواطن واضحة وموجعة وحقيقية وإجابة الرئيس أكدت أنه لا توجيهات بهذا ـ وبما يعنى أنها مبادرات خاصة بمؤسسات يجب أن تُراجع وتُحاسب، مؤسسات تحاول أن تحمى نفسها بمصادرة حق اختلاف الرأى ، لقد وعد الرئيس بأن يعمل على ملف افتقاد المواطن لأمن وأمان حق الاختلاف والإحساس بوجود رقيب على كلامه، «من حق المواطن أن يتكلم ويختلف ويُدلى بما يريد من آراء» المشكلة الوحيدة فى الممارسات العنيفة.. يحتاج الالتزام بالتطبيق إلى أطر قانونية تؤكد وتوفر الحماية والاحترام للحريات المسئولة التى تشارك فى تصحيح المسارات والأولويات.

لفتتنى أيضا دعوة الرئيس للإعلام أن يكون أكثر إدراكا لقضايا بلاده الحقيقية وألا تجرفه الإثارة لنماذج استثنائية مشبوهة تسيء إلى المجتمع كله، والاستعانة بالعلماء والخبراء والمتخصصين، والمحنة التى تواجهها برامج عليها أن تملأ يوميا ساعات إرسال بلا حدود ولا ضوابط وبلا تعمق يفيد ويعين ويصحح ويدرك ما تستطيعه هذا البث اليومى فى وجدان المشاهدين من تحولات إيجابية إذا تم تناول قضايا الوطن الحقيقية بفهم ومهنية.

لغة الصورة نافست بمقدرة ومهارة مخرجة متمكنة، وأكدت مصداقية الرئيس فى كثير من قراءاته لوقائع حياة المصريين ومحاولاته الجادة والمخلصة ليقترب أكثر وأعمق ويحقق الأفضل الذى لا يتحقق إلا بمزيد من الاقتراب، وفتح منافذ تعبيره واتفاقه واختلافه فى إطار عمل مؤسسى وقوانين تجعل مشكلاته ومعاناته وآلامه لا يكشف عنها بالصدفة برامج أو شبكات التواصل أو لقاءات، ولكن خطط ومخططات تواصل واتصال لجميع مؤسسات الدولة مع المواطن فى كل مكان على خريطة بلاده.

>>>

كتبت وسجلت إذاعيا وتليفزيونيا ومع كل من تواصل معى أن رهانى لم ولن يهتز أبدا على ما يدركه ملايين المصريين من قيمة وأهمية الإدلاء بصوتهم الانتخابى حتى من يختلف فصوته هو ما يعطيه الحق فى أن يكون شريكا فى إدارة بلاده وتصحيح ما يرى أنه يجب أن يصحح من أجل دعم قوة واستقرار بلاده.

الصوت الانتخابى اختيار لحفظ مصر وسلامتها ونجاتها مما خطط لها باعتبار إسقاطها الجائزة الكبرى كما أطلقوا عليه فى المخطط الاستعمارى الجديد لتدمير المنطقة.

الصوت الانتخابى اختيار لاستكمال ما يتم من مشروعات كبيرة تفوق قدرة الملاحقة والإحصاء لبناء مصر جديدة تمتد فى وسع الصحارى وتبث الحياة فى مناطق الأطراف التى حرمت طويلا خاصة فى سيناء والنوبة والصعيد.

الصوت الانتخابى اختيار لرشد وأمانة إدارة ما تمتلئ به مصر من ثروات بشرية وطبيعية ووجود إرادة وطنية تحول الكثير مما تعثر وانهار وأهدر خلال عشرات السنين الماضية إلى حقائق ومعطيات حياة وآفاق أمل ومعاملات قوة تعيدنا أمة قادرة على تجديد تاريخ انتصارتها وصمودها وسط عالم ومنطقة يسودها العنف وفساد وبلطجة القوة والأقوياء.

الصوت الانتخابى إعلان حق المشاركة فى تصحيح ما يوجد من نقاط اختلاف يجب الاستماع إليها، والمصارحة والشفافية فى تناولها خاصة فى قضايا الحريات والتعليم والصحة والإدارة المحلية وآليات اختيار المسئولين وفى مقدمتهم الوزراء والمحافظون ومواجهة التمييز والتفرقة وعدم احترام ما تعنيه المواطنة من مساواة أمام القانون وجميع مؤسسات الدولة وتحقيق ما طالب به المصريون فى 25 يناير و30/6 من عيش آمن وكرامة إنسانية وعدالة اجتماعية.. وغربلة ترسانة القوانين وتفعيلها دور من أهم الأدوار التى لم يحققها مجلس النواب رغم ما تمتلئ به هذه الترسانة من قوانين تشرعن وتيسر الفساد والإفساد وتكشف لماذا يستشرى ويستقوى رغم الحرب الجادة عليه.

الملايين الذين سيؤدون أمام صناديق الانتخابات مسئوليتهم الوطنية يعرفون أنهم يختارون كل هذا وأكثر منه لبلادهم.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف