محمد حسين
حتى لا نفقد «لياقتنا» السياسية !
الشعوب مثل الأطفال تماما، تتعلم المشى خطوة خطوة، حتى تثق فى نفسها، وفى قدراتها وجاهزيتها، للانطلاق فى طريقها الطويل، الذى يبدو بلا نهاية، أمام أشواقها الجامحة إلى التقدم والازدهار، وامتلاك القوة اللازمة، لإدراك الهيبة واحترام الآخرين، وأيضا للتأثير فى محيطها وعالمها.
غدا تبدأ انتخابات الرئاسة، ومهما يكن قرارك وموقفك فى هذه الانتخابات، فأنا أنصحك بألا تشغل بالك كثيراً، بالتفكير فى أسئلة من قبيل : ما الجدوى من المشاركة فى انتخابات بلا تنافسية حقيقية، وبلا برامج ترسم صورة المستقبل، كما أنها تبدو محسومة فى نتائجها، على قدر كبير ؟!
صحيح أن حجم التنافسية، يدفع الناس للمشاركة، بدافع تحمل المسئولية، ويزيد من حجم الحضور،ولكن أدعوك أن تنحى كل الدوافع السلبية، وأن تنظر إلى الأمر من زاوية أخري، وهى ان هذه الانتخابات، مجرد خطوة فى طريق طويل، يجب أن نمشيه ، وان فقد شروطا ضرورية، وإنها أيضا «مران» مطلوب حتى لا نفقد «حساسية المشاركة»، وحتى لا تضيع «لياقتنا السياسية» التى دونها، نتعثر فى الحركة والمشي.
الانتخابات التى تبدأ غداً، وتستمر ثلاثة أيام، هى خطوة ـ ليست أخيرة ـ فى مسيرة لا نهائية، تحتم علينا أن نخطوها ـ بكل ما لها وعليها، حتى لا نفقد أشواقنا إلى مستقبل أفضل من حاضرنا.
> فى الختام .. يقول أحمد فؤاد نجم :
«مصر يا أمه يا بهية / يا أم طرحة وجلابية
الزمن شاب وانت شابة/ هو رايح وانت جاية»