الأهرام
عبد العزيز محمود
رموز ابن عربى
الرموز تعبر عن معان، وهى أشبه بالشفرات السرية، ظاهرها غير باطنها، تظن أنك فهمت المعني، والحكاية شيء آخر، ربما لأنها تخاطب العقل الباطن، أو اللاوعي، لذا يلزمها تفسير أو تأويل، حتى ندرك المعنى الكامن وراء الإشارات.

وحين تتأمل أعمال ابن عربي، الحكيم والفيلسوف، المولود فى الأندلس عام 1165م، والمدفون فى دمشق عام 1240م، يستوقفك ما فيها من معان رمزية، حول أصل العالم ومصيره، وعلاقة الإنسان بالزمان والمكان، والأبعاد المتعددة للكون والوجود.

وأعمال الرجل مثيرة للجدل، لأنها تحاول فهم الإنسان ..والمُطلق، المحدود واللانهائي، الظاهر والباطن، عبر لون من الفكر الباطني، أو الاستبطاني، القائم على التأمل والتجريب، والحافل بالرموز، النص فيها شيء، وما وراء النص شيء آخر، وهذا مستوى آخر من التفكير.

فى الكون أشياء تُدرك بالعقل، وأخرى تُدرك بالتجريب، أو بالملاحظة الذاتية للأفكار والأحاسيس، وهذا ما يُعرف بالاستبطان، وهل المعرفة إلا فهم الحقائق، ومحاولة اكتشاف المجهول، مع التسليم بأن المعرفة الكاملة مستحيلة، لأننا نتعامل مع احتمالات.

وحتى ندرك الحقيقة، ونفك لغز الوجود، وجودنا ومصيرنا، لابد أن نعترف أولا، بأن وجودنا محدود، وتفكيرنا أيضا، وأننا أصغر كثيرا مما نظن، وصدق ابن عربي، الحكم نتيجة الحكمة، والعلم نتيجة المعرفة، فمن لا حكمة له لا حكم له، ومن لا معرفة له لا علم له.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف