جلال دويدار
الإقبال علي التصويت في الانتخابات عنوان لحضارية وتقدم الشـعب (٣)
العد التنازلي لعملية انتخاب الرئيس الجديد لمصر دخل أولي مراحله اليوم بالتصويت. كل ما نرجوه أن يكون هدفاً لكل أبناء الشعب المصري.. الالتزام بالسلوك الحضاري القائم علي ضرورة وأهمية اداء الواجب الانتخابي.. إن قدر مصر ومكانتها يتعاظم مع تحقيق مزيد من الاقبال علي التصويت في هذه الانتخابات الرئاسية.
حول هذا الشأن فإن الامم تتطلع بهذا الحراك السياسي لتحقيق الاستقرار الذي يعد ركيزة للتقدم والانطلاق نحو الازدهار. التوصل إلي تفعيل هذه التطلعات يتطلب ان يكون لجموع المواطنين دور فاعل في اثراء الحياة السياسية. ان تحقيق هذا الهدف المنشود يتمثل في تعاظم الوعي والرغبة والاصرار علي تحقيق الآمال في حياة كريمة.
توافر كل هذه المتطلبات لأي دولة يعني فتح الابواب علي مصراعيها للتنمية الاقتصادية والاجتماعية التي يجني عائدها أفراد الشعب.. هذه الاجواء تتيح الفرصة لممارسة الحرية في إختيار العناصر الصالحة لقيادة مسيرة الدولة نحو المستقبل.
الاضطلاع بهذه المسئولية وهذا الواجب الوطني بأمانة ومصداقية هو عنوان للمواطن المثالي الحريص علي مصلحته ومصلحة وطنه. بالطبع ليس من سبيل لتحقيق هذا الهدف بالصورة الصحيحة والسليمة إلا من خلال شفافية القائمين علي النظام الحاكم وإيمانهم بالصالح الوطني.
إرساء هذه المقومات هو مسئولية الدولة بأكملها قيادة وشعباً.
في هذا المجال فإنه يتحتم الالتزام بالشفافية التامة في توفير كل متطلبات تفعيل هذه المنظومة من البداية وحتي النهاية. في ظل ما سوف يتم اتخاذه من جانب الدولة.. يكون التجاوب من جانب الشعب مباشرة أو من خلال تنظيماته ومؤسساته.. هذا التحرك يتجسد في النهاية في الانتخابات الحرة النزيهة التي تفرض علي كل من له حق التصويت المشاركة فيها. لابد أن يدرك المواطن الناخب ان صوته هو الاساس في عملية بناء هذا الوطن.
المطلوب منا جميعا أن نتوجه إلي لجان التصويت.. لاختيار الأفضل بين المرشحين بكل الحرية وبعيداً عن أي مؤثرات. إن الناخب وهو يقف وراء الستارة بلجنة الانتخاب عليه أن يكون علي ثقة بأن لا رقيب عليه سوي الله وضميره.. عليه في هذه اللحظة ان يؤمن بأن صوته أمانة وأن له قيمة تساوي ما سوف يترتب عليه من مسئوليات تجاه الوطن.
لا جدال ان ادلاءه بهذا الصوت هو في حقيقته قاعدة مهمة للديمقراطية التي نتطلع إليها جميعاً. هذا الأمل كان دافعاً لثورة 25 يناير 2011 قبل السطو الإخواني عليها. تم بعد ذلك خروج الملايين يوم 30 يونيو لإصلاح المسار وهو ما أدي إلي شلح الحكم الدخيل علي تراثهم وحضارتهم وتاريخهم.
إنه وفي هذه الايام الفارقة من تاريخنا تعلو روح التحدي والتصميم لدي الشعب للمضي قدماً نحو النهوض بهذا الوطن. إن مشاعره الوطنية الجياشة كانت وراء تقبله وتحمله لمسيرة الاصلاح. إنها سوف تكون أيضا وراء اشتعال حماسه للمشاركة بكثافة في الانتخابات الرئاسية. إنه بذلك يؤكد للعالم حضاريته وجدارته بأن تكون له حياته الحرة الكريمة. إن إقباله علي التصويت لصالح رسم خريطة المستقبل سوف يؤكد مدي وعيه وإنتمائه الوطني. من المؤكد أنه يعلم ولابد أن يعلم أن العالم كله يراقب ويتابع ما سوف يكون عليه موقفه وسلوكه.