المساء
خيرية البشلاوى
تقرير المرصد الإعلامي عن الدراما والمخدرات
الإدمان كارثة قومية ووباء ينتشر بنسبة خطيرة بين الشباب وبدأت توليه الدولة اهتماماً كبيراً نظراً لأثره المدمر علي الأمن والاقتصاد وجهود التنمية.. وهناك أسباب كثيرة لانتشاره لست بصدد رصدها لأنها مهمة مؤسسات اجتماعية وفي مقدمتها المرصد الإعلامي لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان الذي ترأس مجلس إدارته وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة غادة والي.
في السطور التالية أقدم للقارئ ما توصل إليه المرصد في تحليله لمشكلة تعاطي المخدرات والمواد المخدرة من خلال رصده للدور السلبي الذي تلعبه الدراما التليفزيونية في هذا المجال.
كثيرون لا يدركون أن الدراما التليفزيونية تقوم سواء بوعي أو من دون وعي في تكريس ظاهرة الإدمان وذلك من خلال التعامل معها باعتبارها أمراً طبيعياً وأنها مفيدة أحياناً في التخفيف من هموم الحياة والهروب منها ونسيانها والسطور التالية أقدم ما توصل إليه صندوق مكافحة وعلاج الإدمان من خلال تحليله للأعمال الدرامية التي ظهرت في موسم 2016 و2017. والمشاهد التي ضمتها بعض الأعمال ومن شأنها أن تشجع علي التعاطي.
يشير التقرير الذي انتهي إليه "المرصد الإعلامي" إلي أن الكحوليات ظهرت بنسبة 76% من الأعمال الدرامية 2017 والحشيش والبانجو بنسبة 5% والأدوية المخدرة بنسبة 4.5%.
وكذلك أشار إلي المعتقدات الخاطئة التي ارتبطت بتعاطي المخدرات كما ظهرت في دراما عام 2017. ومنها أن المخدر يحسن من القدرة الجنسية وقد ظهر ذلك في 2% من الأعمال. وبأنه يخفف الألم في 2% من الأعمال وفي نسبة 5% من الأعمال قيل إن المخدر يساعد علي التركيز. وفي 15% بأنه يجعل المتعاطي خفيف الظل وقيل إن المخدر يساعد علي نسيان الهموم بنسبة 24%.. والأمر المثير للدهشة أكثر أن 65% من هذه الأعمال تعاملت مع التدخين باعتباره سلوكاً عادياً دون الالتفات إلي حجم الأضرار التي تأتي من وراء هذا السلوك.
أشار التقرير إلي الأعمال الأكثر احتواء علي مشاهد التعاطي وهي مسلسل "الحرباية" و"الحالة ج" و"أرض جو" و"الحصان الأسود" و"عفاريت عدلي علام" في حين أن الأعمال الأقل احتواء علي مشاهد التعاطي هي "عرائس خشب" و"شاش * قطن" و"لا تطفئ الشمس" و"اللهم إني صايم" و"الحساب يجمع".
أشار التقرير إلي الظواهر السلبية في التناول الدرامي لقضية تعاطي المخدرات في الموسم 2016 التي بدت أكثر سلبية بكثير من الموسم 2017.. ومنها:
1- استخدام أسلوب الإعلان غير المباشر للترويج لمنتجات التبغ داخل الدراما.
2- احتواء جميع الأعمال الدرامية "!" علي مشاهد تدخين وتناول الكحوليات وتعاطي المواد المخدرة.
3- كثافة مشاهد تعاطي الكحوليات لتمثل سلوكاً عاماً لكافة الطبقات الاجتماعية داخل الأعمال الدرامية وكبديل لتعاطي المواد المخدرة.
4- احتواء الأعمال الدرامية لمشاهد تعاطي ذات طابع تعليمي تحفيزي.
5- تتضمن بعض المشاهد حوارات بها إغراءات للنشء وصغار السن والمراهقين لتجربة التدخين والتعاطي.
6- ظهور التدخين داخل الدراما كسلوك اعتيادي.
7- عرضت الدراما مفاهيم خاطئة تساهم في نشر ثقافة مؤيدة للتدخين وتعاطي المواد المخدرة.
8- ترويج الدراما لأنماط التدخين الحديثة كالتدخين الإلكتروني.
9- ترويج الدراما لفكرة الاتجار بالمخدرات كوسيلة للربح والثراء.
10- تجاهل صناع الدراما لميثاق الشرف والذي يهدف إلي الحد من مشاهد التدخين والتعاطي.
11- لم تقدم الدراما تداعيات التدخين وتعاطي المخدرات وآثارها السلبية علي الفرد والمجتمع.
12- لم يتطرق أي عمل فني لقضية التعاطي والإدمان بشكل مباشر أو غير مباشر.

خمر وسجاير الزوجة الرابعة
** يوم الجمعة الماضي وضعتني الصدفة أمام حلقة من مسلسل "الزوجة الرابعة" حيث الزوجات الثلاثة يتوقعن "ضرة" رابعة للزوج "مصطفي شعبان" هناك أخري تزوج زوجها "محمود البراوي" فعلاً.
أتوقف أمام مشهد الزوجة "لقاء الخميسي" التي جاءت حاملة زجاجة خمر لزوم المزاج والنسيان إلي جانب علبه السجائر التي تلتهم منها سيجارة وأخري "لضرتها".. الاثنتان جلستا يتبادلان حواراً بأداء تمثيلي فج ومتدن جداً ولو أضفنا الزوجة "علا غانم" وباقي نماذج النسوة في المسلسل بهيئتهن وابتذالهن ومضمون ما ينطقان به وخصوصاً تلك التي وقعت أسيرة حالة من "السكر" البين وانعدام الوزن حيث لا وجود لأي "وزن" أخلاقي أو سلوكي أو...
أتوقف واتساءل بقرف حقيقي:
من هؤلاء النسوة؟؟ مصريات عاديات؟؟ هل يصلحن أقارب؟ معارف؟ صديقات؟ وهل يمكن أن تراهن في شارع أو في دار عرض. في سوبرماركت. في حجرات نوم. بنات الأسر المصرية العادية أو حتي في حجرات نوم "المعلمين" أولاد البلد؟؟ ما هذا القبح المركب للألوان والملابس والمكياج والاكسسوارات والمظهر الإنساني عموماً؟؟
هن غانيات من الدرجة العاشرة. يصلحن "للمواخير" في أفلام ساقطة ولا يمكن أن يقبل بهن هكذا كزوجات رجال أسوياء هذا التدني في الترويج لزجاجة الخمر والسيجارة.. هذه ليست دراما.. إنما فخاخ اجتماعية!!
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف