المساء
مؤمن الهباء
لماذا الآن ..؟ !
بعد حوالي 11 عاما من الصمت والتعتيم اعترفت اسرائيل الأسبوع الماضي لأول مرة بأنها دمرت مفاعلا نوويا سوريا كان يجري إنشاؤه بخبراء من كوريا الشمالية في منطقة دير الزور شمال غرب العاصمة دمشق في سبتمبر 2007 قبل شهور قلائل من تشغيله . وقالت تقارير عسكرية إن 8 طائرات حربية ألقت 17 طن متفجرات علي مبني المفاعل مما أدي إلي تدميره بالكامل . واستغرقت المهمة 4 ساعات .من العاشرة ليلا إلي الثانية صباحا . وعادت الطائرات إلي مواقعها سالمة دون أدني مقاومة .
وأوضحت التقارير ان هذه العملية جاءت في إطار سياسة إسرائيل بمنع أي دولة شرق أوسطية من امتلاك قدرات نووية . وتدمير المفاعل النووي العراقي عام 1981 واغتيال الخبراء النوويين في عدة دول بالمنطقة .
وكشفت التقارير أن أمريكا كانت تراقب المبني مع اسرائيل لكنها كانت متشككة في أنه لمفاعل نووي . ورفضت المشاركة في قصفه تجنبا لأية مواجهة مع سوريا . لكن اسرائيل اتخذت قرار تنفيذ الضربة بمفردها دون أن تخبر الحليف الأمريكي إلا بعد أن أكملت المهمة . وقررت عدم الاعتراف بالغارة . فرضت سرية تامة علي الموضوع برمته لتفادي لجوء الرئيس السوري بشار الأسد لرد فعل انتقامي . بل وضعت قواتها في حالة تأهب قصوي انتظارا لانتقام الأسد الذي أعلن أن هناك انتهاك طائرات اسرائيلية للمجال الجوي السوري ثم فرارها علي الفور بعد أن دمرت معسكرا حربيا مهجورا وأنه يحتفظ بحق الرد .
لكن . لماذا أعلنت إسرائيل عن هذه العملية الآن؟
قال وزير الدفاع الإسرائيلي المتعجرف أفيجدور ليبرمان في بيان رسمي إن علي المنطقة بأكملها استيعاب الدرس من هذه الضربة . لقد تنامت الدوافع لدي أعدائنا في السنوات الأخيرة لكن قدرة قواتنا تنامت أكثر وأكثر . وقال وزير المخابرات إسرائيل كاتس في تغريدة علي موقع "تويتر" إن العملية أثبتت أن إسرائيل لن تسمح لأية دولة في المنطقة بامتلاك قدرات نووية.
هكذا استغلت إسرائيل الإعلان الآن عن عمليتها الناجحة عام 2007 لتؤكد أنها قادرة علي أن تلعب دور شرطي المنطقة . وتفرض استراتيجيتها علي العالم كله بما فيه أمريكا . فإذا لم توافق واشنطن علي رؤيتها وسلوكها فسوف تقوم هي منفردة بتنفيذ هذه الرؤية . حدث هذا في الماضي مع سوريا وسيحدث اليوم مع إيران التي يدفع نتنياهو إلي إلغاء الاتفاق النووي معها واستخدام القوة لتدمير منشآتها النووية المشكوك فيها .
والرسالة واضحة التوجه إلي إيران بوجه خاص أنها تحت المراقبة والمتابعة الإسرائيلية وقد تأتيها الضربة في أي وقت . حتي يتأكدوا من التفوق الإسرائبلي . ولا يدخلوا أنفسهم في مقارنة معها . ولا يسألوا عن سلاحها النووي .
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف