مرسى عطا الله
كل يوم .. أيام لها تاريخ!
قل ما شئت عن صحيفة الإنجازات أو عرائض الإخفاقات ولكن يبقي الإنجاز الكبير لشعب مصر في صحة الإدراك بأن الشر الذي زرع تحت رايات التطرف والإرهاب لابد أن يقتلع باستخدام أقصي درجات القوة.
لقد نجحت مصر في أن تجعل الحرب ضد الإرهاب حربا مكشوفة بعد تعرية الرعاة والممولين والمحرضين وإزالة كل الأقنعة التي كانوا يتسترون خلفها إلي الحد الذي يمكن معه القول دون أي مبالغة أن الحرب ضد الإرهاب لم تكن بمثل هذا الوضوح الذي تبدو عليه اليوم وهو وضوح يعزز من درجة الفهم الدولي لما تقدم عليه مصر من إجراءات ضرورية.
وربما يكون السؤال الضروري هو: هل كان بمقدورنا أن ندرأ خطر الإرهاب الأسود وأن نتفرغ لاجتثاث بقية الفلول والجرذان المختبئة في جبال وكهوف سيناء دون أن ننجح أولا في استخلاص إرادتنا التي ظلت مخطوفة لسنوات قبل تصحيح المسار بالخروج الجماهيري الكبير في 30 يونيو وبفضل القرارات الثورية الجريئة من فوق منصة 3 يوليو 2013.
تلك قضية بالغة الأهمية لأننا نظلم أنفسنا ونظلم تاريخنا عندما نمر علي هذين التاريخين مرور الكرام، ففي هذين اليومين اكتشفت مصر حقيقتها وبدأت رحلة السعي لاستعادة هويتها ونفضت عن نفسها غبار سنوات الفوضي!
ما جري في هذين اليومين أكبر وأعمق من النظر إليهما كعناوين للخلاص من حكم الجماعة، وإنما كعناوين لمرحلة جديدة من الحب والحياة والنماء والاستقرار بعد أن انكشف كل شيء أمام شعب يستحق أن يسترد مكانته ومكانه في توجيه الأحداث، وصناعة التاريخ داخل مصر وعلي امتداد الأفق الاستراتيجي لمجالها الحيوي.. وهنا تكمن أهمية وضرورة المشاركة اليوم وغدا وبعد غد في الانتخابات الرئاسية التي يجدد بها الشعب المصري تأييده لهذين اليومين التاريخيين!.
خير الكلام:
وإذا صفا لك من زمانك واحد.. فهو المراد وعش بذاك الواحد!.