الوطن
أحمد ابراهيم
الشعب يختار مصر!
احترت كثيراً فى عنوان لمقال ينشر فى يوم الانتخابات الرئاسية ففكرت فى أن يكون العنوان «مصر تنتخب» أو «انتخاب الرئيس» أو «مصر تنتخب الرئيس»، وهذا سوف يكون العنوان الطبيعى والتقليدى أثناء هذا الاستحقاق السياسى المهم، ولكن حينما التقيت بالأستاذ ولاء مرسى، رئيس ائتلاف المصريين فى أوروبا، وسألته عن السر فى إقبال المصريين فى الخارج على المشاركة والتصويت فى الانتخابات الرئاسية أجاب أنهم جاءوا لاختيار مصر بصرف النظر عن الأشخاص. أعجبنى التعبير فاخترته عنواناً للمقال.

المواطن المصرى فى الخارج تكبد مشقة ونفقات السفر لمسافات طويلة للمشاركة حينما رأى أن بلده فى خطر وتحتاج صوته فالانتخابات كانت بالنسبة له هى دعم واختيار الدولة المصرية التى لا يمتلك غيرها ومهما طالت به الغربة والإقامة فى الخارج فإنه راجع إلى بلده.

المصريون فى الخارج شعروا أن تصويتهم فى الانتخابات يُحسّن صورة بلدهم أمام العالم ويساندها فى حربها ضد الإرهاب وفى التحديات الداخلية والخارجية التى تواجهها فكان قرارهم بالمشاركة رغم الظروف الصعبة لمعظمهم ومشاكلهم داخل مصر وخارجها. هكذا كان موقف المصريين فى الخارج واليوم سوف يواصل الشعب فى الداخل الملحمة ويشارك لاختيار مصر حتى يؤكد مساندته لجيشه وشرطته فى الحرب على الإرهاب ومؤسساته فى جهود التنمية.

فى السنوات الخمس الماضية واجهت الدولة المصرية تحديات كثيرة ونجحت فى اجتياز مرحلة صعبة فى تاريخها كادت تعصف بها لولا يقظة شعبها العظيم وجيشها وشرطتها فكان تثبيت أركان الدولة وتقوية مؤسساتها وتحقيق الاستقرار هدف المرحلة ضد المؤامرات الخارجية والداخلية ومع ذلك لم تتوقف جهود التنمية فهناك يد تبنى وأخرى تحمل السلاح وتكافح الإرهاب وشهدت البلاد مشروعات عملاقة فى كل المجالات وعلى مستوى الجمهورية وكانت هناك قرارات اقتصادية صعبة وضرورية تحملها الشعب بكل شجاعة. البنية الأساسية شهدت طفرة لا ينكرها إلا جاحد سواء فى الطرق والكبارى والأنفاق والكهرباء والطاقة ومياه الشرب والصرف الصحى وكانت هناك جهود كبيرة لتهيئة مناخ الاستثمار من خلال حزمة قوانين كانت ضرورية ومطلوبة.. كل هذه الجهود تأتى فى إطار تثبيت الدولة وأتوقع أن ننتقل إلى مرحلة انطلاق الدولة وجنى ثمار ما تحقق فى السنوات الأربع الماضية.

الشعب اليوم يصوت فى الانتخابات الرئاسية وأتمنى أن يحرص المواطنون على المشاركة وبكثافة وهم أحرار فيمن ينتخبون، فالمهم المشاركة حتى لا نعود مرة أخرى للسلبية وضياع أهم مكاسب ثورة يناير 2011 وهى الإيجابية والاهتمام بالشأن العام والأحداث السياسية أيضاً حتى نثبت للعالم أن الشعب المصرى داعم لقياداته ومؤسساته حتى لو كانت هناك بعض الأخطاء فى الفترة الماضية فهذا طبيعى بعد ثورتين وسوف يتم تداركها مستقبلاً لأننا فى سنة أولى ديمقراطية. البعض يدعو لمقاطعة الانتخابات ويعتبرها نوعاً من الإيجابية ولكن هى دعوة للسلبية وعودة إلى أسوأ ما كنا عليه قبل يناير 2011 بعد أن فرحنا بخروج الملايين للمشاركة فى كل الاستحقاقات السياسية والعودة مرة أخرى معناها اليأس والإحباط والشعب المحبط لا يعمل ولا ينتج.

وسوف تحيا مصر بالعمل والإخلاص والإيجابية والحرص على المشاركة السياسية.
تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف