لويس جريس
الاستظراف السياسي والحرب النفسية
يمزج البعض بخبث الآراء السياسية وسط كلام عادي في موضوعات بعيدة تماماً عن السياسة. ولكنها تكون مقصودة لتوجيه ذهن المستمع في اتجاه معين. من ذلك ما يقال. علي سبيل الاستظراف السياسي. عندما يكون أحد أندية الجيش أو الشرطة طرفاً في مباراة كرة قدم بالدوري العام: "النتيجة معروفة ومحسومة هو ممكن حد يتجرأ ويغلبهم". كلمة عابرة في شأن رياضي ولكنها أحيانا يكون مقصوداً بها الغمز واللمز. بينما الواقع يشير إلي أن هذه الأندية تفوز وتخسر وتتعادل مثل أي ناد آخر. إنها إحدي وسائل الحرب النفسية التي تستهدف نفسية المصريين في مواجهتهم للإرهاب.
واتصالاً بالموضوع نري هواية الفتوي الفورية في أي موضوع. مثلما تطوع البعض فور وقوع حادث الأقصر الأخير بالحديث وهو في القاهرة عن تفاصيل الحادث وكأنه شاهد عيان رأي الإرهابيين وهم في سيارة خاصة داخل حرم المعبد "ويتساءل كيف وصلت السيارة لهذا المكان؟". ثم وهو يري أحدهم وقد أصيب برصاصة يقتل زميله لكي لا يقع في يد الشرطة. وغيرها من تفاصيل لا تتوافر حينها إلا لمن شاهد بنفسه الحادث.
يا أهل الفتوي الخبيثة دقيقة سكوت لله "مع الاعتذار للراحل بيرم التونسي".
تجرأ أحدهم "لم نعرف من هو" ووضع صورة الإرهابية جولدا مائير في معرض داخل مصر يتحدث عن "نساء رائدات"! هل كان مغيبا؟ هل كان متعمداً؟ هل يري فعلاً أن تلك الشخصية الدموية التي ارتكبت المذابح البشعة ضد العرب جميعاً وليس الفلسطينيين فقط من الرواد؟ الريادة الوحيدة التي سجلتها هذه الشخصية الصهيونية. كما غيرها من الصهاينة هي ريادة الكراهية والخوض في الدم البشري.
أري أنه لا يكفي أن ترفع الصورة من المعرض. ولكن يجب محاكمة من ارتكب هذا الفعل. ففي محاكمته درس وعبرة لكل من تسول له نفسه اعتبار هؤلاء الصهاينة الذين شربوا من دماء رجالنا ونسائنا وأطفالنا وشبابنا الكثير دون أن يرتووا. قدوة.
"الغش في الثانوية خارج السيطرة". "الوزارة ترفع الراية البيضاء". هذا ما تطالعنا به وسائل الإعلام عن آلة الغش الجهنمية التي تعمل بهمة منذ اليوم الأول لامتحانات الثانوية العامة هذا العام.
أما العلاج فهو في تغيير طرق التعليم وتقييم الطلاب بحيث يكون كما ينادي الخبراء منذ سنوات بعيدة للفهم وليس للحفظ. أي أن أسئلة الامتحانات تصمم بعد تغيير وسائل التدريس لكي تقيس مدي فهم الطالب للمادة بدلاً من الحفظ والاستظهار الذي يسهل معه ممارسة الغش من إجابات جاهزة معلبة.