الأهرام
عماد رحيم
أيام السيسى
المقارنة بين أيام الرئيس السيسى وسابقيه من الرؤساء، تحدث بشكل تلقائى دون قصد، وأحياناً يفعلها البعض، ويتحدث فيها من وجهة نظر تارة متشائمة، فيقول، إنها أيام صعبة، ارتفعت فيها الأسعار بشكل كبير، وباتت المسئولية الملقاة على عاتق غالبية الأسر المصرية صعبة، خاصة بعد تعويم الجنيه وآثاره التى انعكست على الناس.

الحوار فى هذه الجزئية كان يمكن أن يجد صدى عند بعض الناس، الذين يجاهدون فى توفير لقمة العيش بشرف وكرامة، وكانوا يقطنون فى أماكن لا تصلح للحياة، ينهش الصقيع أجسادهم فى الشتاء، كما كان المطر يغرق مضاجعهم، وكانت شمس الصيف تحرقهم بلهيبها، أما الماء النظيف، فقد كانوا يقطعون مسافة طويلة، حاملين كميات تكفى يومهم فى عبوات ثقيلة، بطريقة مهينة، اليوم، بات لهم مكان صحى، وآمن، فى بيئة صالحة للحياة، مكان محفوف بالأمل، بعد أن كانت تحفه المخاطر، وبكل فخر، قبل نهاية 2018 سيتم القضاء على العشوائيات فى مصر، أكثر الفئات احتياجاً ستشعر بآدميتها، أكثر الفئات احتياجاً، وجدت من يشعر بآلامها، ووصل لقلبه صوت أنينها.

رغم أن صوتهم ضعيف، لأنهم مغلوبون على أمرهم، وقد أرهقتهم مشكلاتهم، حتى استسلموا لواقعهم المرير، فمكابدة الحياة، أبعدتهم تماماً عن السياسة فهم مشغولون بأنفسهم، وبأزماتهم، بما يوحى بقلة تأثيرهم فى المعادلة السياسية، ومع ذلك نالوا الاهتمام اللائق. فئة أخرى، خرب فيروس «c» أكبادهم، فئة كانت تزداد أعدادها بشكل مطرد، ومع زيادة تكاليف العلاج، بشكل يفوق طاقة الكثير منهم، استسلموا لهذا المرض اللعين، حتى قرر الرئيس، توفير العلاج بأسعار زهيدة، وفى خلال الأشهر القليلة الماضية، تعافى مئات الآلاف من المصريين، وقريبا ستكون مصر خالية من هذا المرض المرعب.وحينما نذكر أن هناك من الأجانب من شد الرحال لمصر، للعلاج من فيروس «c» لا يكون ذلك على سبيل المبالغة ولكنه من باب تقرير الواقع.

آخرون من أهالينا، فى أطراف مصر، كانوا محرومين من وصول المياه النظيفة لهم، وجزء آخر ظل يحلم بوصول الصرف الصحى لبيته، هؤلاء تحقق حلمهم، والباقون سيتحقق أملهم قريبا، فقد دارت عجلة التنمية بعزيمة وإرادة ملموسة، لمسها ملايين من البسطاء، شعروا بأن لهم وجودا بعد سنوات من الضياع والتيه.

أما أصحاب وجهة النظر المتفائلة، فيقولون، إن ما تحقق فى مصر فى السنوات الأربع السابقة، يفوق ما تحقق فيها على مدى تاريخها الحديث، رغم الزيادة السكانية الكبيرة التى عادة ما تكون سبباً فى إلتهام أى تنمية.

طرق جديدة ومحاور تنقل الناس من الشرق إلى الغرب والعكس، ومن الجنوب إلى الشمال، بخلاف القطار الكهربائى المزمع تنفيذه من السخنة حتى العلمين الجديدة، ركاب وبضائع، ليتواصل البحران الأحمر مع الأبيض للمرة الأولى، ليكون شريانا يحفز على إيجاد فرص استثمارية واعدة، من شأنها نقل مصر لمكانة متميزة بين الدول التى تمتلك بيئة خصبة للتنمية. وبمناسبة البيئة، هل تعلم عزيزى القارىء أن مصر انتقلت من المركز 114 للمركز 66 عالميا فى الدول التى تحرص على البيئة النظيفة، ولن ننسى الإنجاز الذى تم فى مكافحة السحابة السوداء، فللمرة الأولى منذ سنوات نسينا عددها، نجحت مصر فى القضاء عليها، بعد أن قررت مصرأن البيئة النظيفة ليست من الرفاهات، ولكنها من الأساسيات. كانت لدى مصر أزمة طاحنة فى انتاج الكهرباء، شعرنا جميعا بقسوتها فى صيف 2014، وقتها كانت أكثر التوقعات تفاؤلاً بتخطى هذه الأزمة، تؤكد أن أمامها ثلاث سنوات على الأقل، ولم يكد يمر عام حتى انتهت أزمة الكهرباء تماما، بل استطعنا تحقيق فائض! هل يشعر أحدنا بهذه الأزمة الآن؟

تم بناء مئات الآلاف من الوحدات العقارية لكل المستويات الاجتماعية، وشهد هذا القطاع بكل العاملين فيه نهضة عظيمة، بشكل جعل التوازن فى السوق العقارية واقعاً يستحق الاشادة والتقدير، وأصبح المعروض تقريبا يكافىء المطلوب.

تم زراعة مئات الالآف من الأفدنة، وقريبا تحقق مصر اكتفاء ذاتيا من كثير من الحاصلات الزراعية، وحاليا يتم شق ترعة الكرامة لتأخذ مياه النيل لتشق بها الصحراء الغربية، ليصنع المصريون انجازاً يحولون من خلاله الصحراء الجرداء إلى واحات خضراء. وقريبا يتم البدء فى أكبر مشروع تأمين صحى يشمل المصريين برعاية صحية متميزة، رعاية طالما تمنوها كثيرا، وانتظروا توافرها عقودا طويلة.

الحديث عن أيام السيسى، طويل، لا تفيه مقالات كثيرة حقه، و لكن الثابت والمؤكد، أن أيامه، تشهد بناء فى كل المجالات، بناء لايتوقف لحظة، يضع فى اعتباره، أن الزمن لا يتوقف، ولا ينتظر أحدا، وأن المستقبل الجيد، يحتاج لواقع شعاره العمل المضنى، ومضمونه، جهود تواصل النهار بالليل.

أيام السيسى، مختلفة عن أيام سابقيه، أيام لا تعرف الراحة سبيلا لها، قد نعانى من آثارها قليلا، فما تم ويتم من إنجازات، يحتاج لمئات المليارات من الجنيهات، لذلك يكون من الطبيعى أن نجنى ثمارها قريبا وننعم بخيراتها كثيرا. وأخيراً، بقدر ما نبذل من جهد فى البناء والتنمية، تكون النتيجة مرضية، فقيراط الحظ، قد يأتيك مرة من قبيل المصادفة، ويمكن أن يضيع، أما فدان الشطارة، حينما تكتسبه لن تفقده.

تعليقات
اقرأ ايضا
الصحف